واشنطن تدخل بثقلها: خطة سلام أميركية جديدة تعيد رسم مشهد غزة وتختبر مواقف الأطراف الإقليمية

أعاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب فتح ملف غزة من بوابة المفاوضات، معلناً عن محادثات “مكثفة ومثمرة” مع دول المنطقة تستهدف التوصل إلى اتفاق ينهي حرباً استنزفت القطاع لعامين كاملين. ووفق ما نشره عبر منصته “تروث سوشيال”، فإن المفاوضات تشمل أطرافاً إقليمية ودولية، وتتم بعلم إسرائيل وحركة حماس، وسط ما وصفه بوجود “قدر من النوايا الحسنة والحماس” لإنجاز تسوية توقف “مرحلة الموت والظلام”.

الخطة الأميركية، التي جرى الإعلان عن تفاصيلها على هامش اجتماعات الأمم المتحدة في نيويورك، تتألف من 21 بنداً أبرزها: وقف فوري للحرب مقابل إطلاق الرهائن، وإفراج إسرائيل عن مئات الأسرى الفلسطينيين، إضافة إلى عرض العفو على حماس مقابل الخروج من غزة وتسليم السلاح. كما تنص على انسحاب تدريجي لإسرائيل وصولاً إلى الانسحاب الكامل، مع إدخال المساعدات تحت إشراف الأمم المتحدة وإعادة إعمار القطاع خلال خمس سنوات عبر تحالف دولي، فيما تُدار غزة مؤقتاً من لجنة فلسطينية بإشراف عربي دولي.

سياسياً، تبدو الخطة اختباراً لمواقف اللاعبين الرئيسيين في المنطقة. فبينما تراهن واشنطن على دعم عربي ودولي لتهيئة بيئة التنفيذ، تواجه مقترحاتها عقبات تتعلق بمدى قبول إسرائيل بالتخلي عن السيطرة الأمنية، وبمدى استعداد حماس للتخلي عن سلاحها والخروج من غزة. وفي ظل الحديث عن إعادة ترتيب أوسع للملف الفلسطيني، تطرح المبادرة الأميركية نفسها كبداية لمرحلة قد تفتح الباب لتغييرات أكبر في مسار الصراع بالمنطقة خلال الأشهر المقبلة.