صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
محليات

استشاري أورام: المملكة تتصدر إنجازات علاج السرطان وتسعى لرفع متوسط عمر المواطن إلى 75 عاماً

 

عيسى المزمومي – مفاكرة – الشرقية

أكد الدكتور عبدالوهاب الشهراني، استشاري الجراحة العامة والسمنة والمناظير المتقدمة والروبوت الآلي وجراحات الأورام وزراعة الأعضاء، ورئيس قسم الجراحة العامة والمناظير والأورام والسمنة بمستشفى الحرس الوطني بالدمام – الإمام عبدالرحمن بن فيصل – أن التقدم الطبي والتقني أسهم في رفع معدلات البقاء على قيد الحياة لمرضى بعض أنواع السرطانات المتقدمة من 15% إلى 50%، بفضل العلاجات المناعية والخيارات الحديثة. وأوضح أن العلاج المناعي حقق نسب شفاء تصل إلى 80% في بعض الأورام التي كانت تُعد غير قابلة للعلاج، مشيراً إلى أن أغلب الأورام الظاهرة على الجسم ليست خبيثة وإنما حميدة.

وبيّن أن التطور في أساليب العلاج، ومنها العلاج الكيماوي التقليدي، والعلاج المستهدف، والعلاج المناعي، والعلاج الخلوي المتقدم، والعلاج الإشعاعي الدقيق، أسهم في تقليل الآثار الجانبية بنسبة تصل إلى 85%، مع رفع كفاءة العلاج وانخفاض انتشار الأعراض الجانبية للعلاج الإشعاعي بنسبة 60% مقارنة بالطرق التقليدية.

جاء ذلك خلال مشاركته في ديوانية الأطباء رقم 94 بالخبر، تحت عنوان: “الجانب المشرق في علاج الأورام والوقاية منها… آفاق التطور الحديث في العلاج والتقنيات الحديثة”، حيث أشار إلى أن علوم الجينوم والطفرات الجينية أحدثت نقلة نوعية في فهم طبيعة الأورام، إذ بات بالإمكان رسم الخريطة الجينية للخلايا السرطانية وتحليل الحمض النووي لتحديد الطفرات المسؤولة عن نمو الورم، مما يساعد على اختيار العلاج الأنسب لكل مريض. وأكد أن العلاج الجيني المستهدف أسهم في تحويل كثير من الأورام القاتلة إلى أمراض مزمنة قابلة للسيطرة.

الفحص المبكر يرفع معدلات الشفاء

وأوضح الشهراني أن الكشف المبكر يمثل خط الدفاع الأول ضد السرطان، إذ يرفع معدلات الشفاء إلى 90% عند الاكتشاف المبكر، مقارنة بـ 20% فقط عند التشخيص في المراحل المتأخرة. وأشار إلى أن الفحوصات الحديثة مثل الفحوصات الجينية السائلة، والتحاليل الدموية الدقيقة، وتقنيات الذكاء الاصطناعي، أسهمت في إنقاذ حياة كثير من المرضى وخفض تكاليف العلاج.

تحديات مستقبلية بارتفاع الإصابات

وبيّن أن العالم يسجل سنوياً أكثر من 19.3 مليون إصابة جديدة بالسرطان، و10 ملايين وفاة، إضافة إلى 50 مليون ناجٍ بعد التشخيص. وبحسب منظمة الصحة العالمية، من المتوقع أن ترتفع الإصابات بنسبة 47% بحلول عام 2040، مما يجعل برامج الفحص المبكر ضرورة صحية ملحّة.

إنجازات المملكة في علاج الأورام

وأكد الشهراني أن المملكة انتقلت من موقع المستقبل للعلاج إلى مصدر للخبرة الطبية على المستوى العالمي، وتسعى لتكون ضمن أفضل خمس دول في القطاع الصحي، مشيراً إلى أن من مستهدفات رؤية 2030 رفع متوسط عمر المواطن إلى 75 عاماً والوصول إلى مستقبل خالٍ من الأورام.

كما حققت المملكة إنجازات عالمية في علاج أورام الدم لدى الأطفال بنسبة شفاء تجاوزت 95%، إضافة إلى إدخال تقنية CAR-T لعلاج أورام الدم عبر التعديل الجيني للخلايا التائية، والتي تُعد من أحدث وأعلى العلاجات تكلفة على مستوى العالم.

فحوصات القولون والثدي وعنق الرحم

وتناول الشهراني أهمية الفحص الدوري لسرطان القولون والمستقيم من خلال تنظير القولون الكامل كل عشر سنوات لمن تتراوح أعمارهم بين 45 و75 عاماً، بجانب الفحوصات المنزلية السنوية غير المكلفة مثل فحص الدم الخفي والبراز، والتي أسهمت في خفض الوفيات بنسبة تصل إلى 33%. كما أشار إلى فاعلية فحص الماموغرام لسرطان الثدي بنسبة انخفاض في الوفيات تصل إلى 22%، إضافة إلى الكشف المبكر لسرطان عنق الرحم الذي قلّل معدلات الإصابة والوفيات بنسبة 68%.

طفرة في جراحات الروبوت والمناظير

وفي مجال الجراحة، أوضح أن المناظير المتقدمة وجراحات الروبوت حققت معدل نجاح يصل إلى 95% في العمليات المعقدة، مع تقليص مدة العملية وفترة التعافي بنسبة 75% مقارنة بالجراحات التقليدية، إضافة إلى تقليص فترة البقاء في المستشفى إلى 1 – 5 أيام فقط بدلاً من 10 – 12 يوماً.

ريادة سعودية في جراحات البنكرياس

كما استعرض إنجازاً طبياً تحقق في مستشفى الحرس الوطني بالدمام، حيث أُجري أعلى عدد من عمليات أورام رأس البنكرياس المتقدمة بالمناظير الدقيقة على مستوى الشرق الأوسط، وهو ما يضع المملكة ضمن المراكز المتميزة عالمياً في جراحات أورام الكبد والبنكرياس والقنوات المرارية.
واختتم الشهراني بالتأكيد على أن مستقبل علاج الأورام واعد في ظل الاستثمار في المراكز المتخصصة، ودعم الأبحاث، وتطوير الكوادر الطبية، والتحول الرقمي، إلى جانب السجل الوطني للأورام، وصولاً إلى تحقيق الريادة إقليمياً وعالمياً في هذا المجال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى