.
حين نتحرر من الماضي… يظهر بريقنا كالذهب
في كثير من الأحيان نشعر أن كل ما بنيناه قد انهار … مشروع حلمنا به، علاقة وثقنا بها، أو فرصة كنا نعدّها مفتاح المستقبل. للحظة نشعر أن الأرض تهتز تحت أقدامنا، لكن الحقيقة أن الهدم أحيانًا يمهّد الطريق لبداية أقوى وأجمل. فالله يحجب عنا أحيانًا ما نرغب فيه، ليس عقابًا، بل رحمة وتدبيرًا، ليفتح لنا أبوابًا لم نكن نتوقعها.
قد نظن أن ما فقدناه كان كل شيء، بينما هو في الواقع خطوة انتقالية. يقول الله تعالى:
{وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم… والله يعلم وأنتم لا تعلمون}
ويقول ابن القيم رحمه الله:
“لو فُتح للعبد باب الفهم في المنع، لرأى المنع عين العطاء.”
من بين الركام تولد القوة، ومن عمق الألم تشرق شمس جديدة. نستعيد همّتنا ونبني أنفسنا من أطلالنا، وعلينا أن ندرك أن الذهب لا يلمع إلا بعد الضغط والصقل… وكذلك نحن نصقل قوتنا بتجاربنا التي تعيد تشكيلنا من الداخل. كل سقوط يحمل في طياته درسًا، وكل نهاية تحمل وعدًا ببداية أخرى.
فلنتحرر من قيود الماضي، ونغلق أبواب الندم بثقة. القوة الحقيقية ليست في ألا نسقط، بل في النهوض من بين الأطلال، نصنع من كسورنا بداية جديدة، ومن ضعفنا مجدًا، وندرك أن كل هدم كان رحمة وتدبيرًا من الله لحياتنا.
كما قال رالف والدو إمرسون:
“لا تبكِ لأن شيئًا قد انتهى، ابتسم لأنه قد حدث.”
فلننظر إلى كل هدم في حياتنا على أنه دعوة للانطلاق نحو ما هو أجمل، ولنستقبل كل بداية جديدة بجرأة، مع اليقين بأن الضوء الحقيقي يظهر فقط بعد الظلام، والبريق الأكبر يتولد بعد الصقل ….
