رسالة لكل حالم …
الحياة ليست مجرّد رحلةٍ عابرة، بل سلسلة من الاختبارات التي تمتحن عزيمتنا وإيماننا بأحلامنا..فكثيرون يظنون أن النجاح هبة تأتي صدفة، بينما الحقيقة أن العظمة تُصنع بالصبر، وتُروى بعرق المثابرة، وتنضج بالإصرار على الاستمرار رغم العقبات..قال الفيلسوف الفرنسي ألبير كامو:
“في وسط الشتاء، اكتشفت أن بداخلي صيفًا لا يُقهر.”
عبارة تختصر فلسفة النهوض بعد العثرات، وتؤكد أن الأمل لا يولد من الظروف، بل من الإرادة الكامنة فينا، ومن قدرتنا على اختيار البيئة التي تُنمّي فينا النمو لا الركود.
في لقاء مع شخصية ملهمة قال :
“لو لم أبدّل بيئتي لضاعت أحلامي.”
عبارة عظيمة تختصر سرّ التغيير الحقيقي، فكم من أحلامٍ ذبلت في تربة خاطئة، وكم من إمكاناتٍ تفتحت حين وجدت البيئة الخصبة التي تحتضنها.
فالبيئة ليست مجرد مكانٍ نعيش فيه، بل هي طاقة تصنع رؤيتنا وتحدد اتجاه خطواتنا.. العظمة تُصنع في صمت الجهد، وتُغذّى بعرق المثابرة، وتُختبر في لحظات الانكسار قبل الانتصار.. طريق النجاح ليس مفروشًا بالورود، بل تُزيّنه آثار الساعين بإيمانٍ عميق بأن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
قال الله تعالى:
﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ﴾
وعدٌ سماويّ يزرع في القلب يقينًا بأن كل جهدٍ خالص سيؤتي ثماره ولو بعد حين، وأن الإخلاص في العمل هو الطريق الأصدق للتمكين.
سيأتي اليوم الذي يقف فيه كل من استخفّ أو شكّك، رافعًا قبعة الاحترام، حين يرى أن الإصرار كان أقوى من الشكوك، وأن الصمت لم يكن ضعفًا، بل إعدادًا لمرحلة نضجٍ وتمكين.
قال المفكر الجزائري مالك بن نبي:
“إن الحضارة لا تُبنى بالصدفة، بل بالجهد والوقت والانضباط.”
وقال الشاعر جبران خليل جبران:
“من لا يجرؤ على التغيير، لن يذوق طعم النور.”
فلا تيأس من بطء المسير، فحتى البذرة تحتاج إلى وقت لتشقّ التراب وتلامس النور.
آمن أن الله يرى تعبك، وأن كل خطوة تقرّبك من قمتك المنشودة.
لا تنتظر تصفيق الآخرين، فالصدى الحقيقي هو صوت إنجازك حين يتحقق.
واصل طريقك… فالقمة لا تُمنح، بل تُؤخذ بثباتٍ وإيمان.
وقال الأديب الكبير طه حسين:
“من أراد النجاح في هذا العالم، عليه أن يُصرّ على موقفه حتى النهاية.”
كن البيئة التي تحلم أن تنتمي إليها، وازرع حولك ما تتمنى أن يحفزك، فحين تنسجم طاقتك مع نواياك، تتبدل الفصول داخلك، وتزهر أحلامك مهما كان الشتاء طويلاً …