🔵 العلماء يكتشفون “الحاسة السادسة المخفية”.. الدماغ يراقب الأعضاء من الداخل للحفاظ على توازن الجسم
🔵 في اكتشاف وُصف بأنه قد يغيّر فهمنا لطبيعة الإحساس ووظائف الدماغ، أعلن فريق من العلماء الأمريكيين عن تحديد ما يُعرف بـ “الحاسة السادسة المخفية” في جسم الإنسان، وهي آلية عصبية تتيح للدماغ مراقبة الأعضاء الداخلية وضبط وظائفها للحفاظ على توازن الجسم وصحته.
وأوضح الباحثون من معهد سكريبس للأبحاث في الولايات المتحدة أن هذه الحاسة، المعروفة علميًا باسم الإدراك الداخلي (Interoception)، تمكّن الجهاز العصبي من استقبال الإشارات القادمة من القلب والرئتين والمعدة والكلى وغيرها من الأعضاء الحيوية، ليحدد الدماغ متى يجب التنفس، وكيف يتعامل مع انخفاض ضغط الدم، أو متى ينبغي تنشيط جهاز المناعة لمواجهة العدوى.
وحصل الفريق البحثي مؤخرًا على منحة قدرها 14.2 مليون دولار من المعاهد الوطنية للصحة الأمريكية (NIH) لاستكشاف هذه الحاسة الغامضة، في خطوة تهدف إلى رسم أول خريطة تشريحية كاملة لمسارات الإشارات العصبية بين الأعضاء الداخلية والدماغ، بحسب ما نقلته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.
وقال البروفيسور شين جين، أحد قادة المشروع، إن “الإدراك الداخلي يشكل أساسًا لكل جوانب الصحة تقريبًا، ومع ذلك ما زال يمثل منطقة غير مكتشفة في علم الأعصاب”، مؤكدًا أن الهدف هو “فهم كيف يحافظ الدماغ على توازن الجسم، وكيف يختل هذا التوازن في حالات المرض، وكيف يمكن استعادته”.
وتعود فكرة “الإدراك الداخلي” إلى أوائل القرن العشرين حين طرحها عالم الأعصاب البريطاني تشارلز شيرينغتون، لكنها بقيت مهمشة لعقود قبل أن تعود بقوة في السنوات الأخيرة مع اكتشاف ارتباطها بعدد من الأمراض الجسدية والنفسية، مثل الاكتئاب والقلق واضطرابات الأكل، إلى جانب الأمراض المناعية وآلام الأعصاب وارتفاع ضغط الدم.
ويأمل العلماء أن يسهم المشروع الجديد في رسم “أطلس عصبي شامل” للجهاز الحسي الداخلي، ما قد يفتح الباب أمام علاجات مبتكرة تستهدف إعادة توازن الإشارات بين الدماغ والأعضاء الداخلية، وتعزز الفهم العلمي للعلاقة المعقدة بين العقل والجسد.