تصعيد خطير في الأجواء السودانية: طائرات مسيّرة تستهدف مطار الخرطوم بعد ساعات من إعلان إعادة تشغيله
هجوم جديد يبدّد الآمال بعودة الملاحة الجوية.. ومؤشرات على تصاعد الصراع بين الجيش والدعم السريع حول رمزية المطار
في تطور أمني لافت يعكس هشاشة الوضع الميداني في العاصمة السودانية، أفادت تقارير محلية فجر الأربعاء بوقوع هجوم بطائرات مسيّرة استهدف مطار الخرطوم الدولي، ما أدى إلى اندلاع حرائق وتصاعد أعمدة الدخان في محيط المطار، بعد يوم واحد فقط من هجوم مماثل.
وذكرت صحيفة الراكوبة نيوز السودانية أن القصف الجديد وقع بعد ساعات من إعلان سلطات الطيران المدني عن إعادة تشغيل المطار واستئناف الرحلات الداخلية اعتبارًا من اليوم، في خطوة كانت ترمز إلى محاولة عودة مظاهر الحياة المدنية تدريجيًا إلى العاصمة.
وبحسب مصدر عسكري نقلت عنه وكالة فرانس برس، فإن مضادات الجيش السوداني تصدت للمسيّرات التي حلّقت فوق محيط المطار، دون أن يُعرف حجم الأضرار أو الخسائر البشرية حتى الآن. وشهدت أحياء وسط وجنوب الخرطوم سماع أصوات انفجارات متتالية بين الرابعة والسادسة صباحًا بالتوقيت المحلي، وفق روايات شهود عيان.
ويأتي هذا التصعيد بعد مرور أكثر من عامين على إغلاق المطار منذ اندلاع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، وهو نزاع دمّر أجزاء واسعة من البنية التحتية في العاصمة، وجعل السيطرة على المرافق الحيوية – وعلى رأسها المطار – رمزًا ميدانيًا للسيادة والسيطرة.
البعد السياسي للأحداث:
يمثل استهداف المطار في هذا التوقيت رسالة مزدوجة الدلالات؛ فمن جهة، يوجّه ضربة رمزية لمحاولات الحكومة العسكرية استعادة مظاهر السيطرة والإدارة المدنية عبر إعادة تشغيل أحد أبرز المرافق الوطنية، ومن جهة أخرى، يكشف عن تصاعد الحرب بالطائرات المسيّرة كأداة جديدة في ميزان القوة بين الطرفين.
ويرى مراقبون أن تزامن الضربات مع إعلان تشغيل المطار يعكس رغبة أطراف الصراع في إفشال أي بوادر لعودة الحياة الطبيعية، وإبقاء العاصمة رهينة للتصعيد الميداني، مما قد يؤجل مسار الحلول السياسية ويعمّق الانقسام الداخلي.
كما يأتي الهجوم في وقت تكثف فيه الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي جهود الوساطة لإحياء المحادثات المتعثرة بين الجيش والدعم السريع، وهو ما يجعل هذا التطور اختبارًا صعبًا لأي مساعٍ لإعادة الاستقرار أو فرض هدنة إنسانية شاملة.