صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
مقالات

اسعد بما تملك لتملك ما يسعدك

في صخب الحياة وزحمة الأيام، يركض كثيرون خلف المال والمناصب، متناسين أن السعادة لا تُشترى، ولا تُقاس بما نملك، بل تنبع من أعماقنا حين نعيش بامتنان، ونعطي دون انتظار، ونقدّر أبسط اللحظات التي تصنع فرحنا الحقيقي.

قال الإمام الشافعي رحمه الله:
“ولستُ أرى السعادةَ جمعَ مالٍ
ولكنَّ التقيَّ هو السعيدُ.”

السعادة تكمن في ابتسامة صادقة، في كلمة لطيفة، وفي فعل صغير يمنح القلب شعورًا بالدفء. كما قال جبران خليل جبران:
“العطاء هو أن تعطي دون أن تتوقع شيئًا في المقابل، فالقلب السخي هو الذي يعرف السعادة.”

حين نبدأ يومنا بالشكر والامتنان تفتح لنا نوافذ الحياة بألوانها الجميلة، ونكتشف جمال ما نملك.
أما مقارنة أنفسنا بالآخرين، فتهدم سعادتنا قبل أن تولد. وكما قال رالف والدو إيمرسون:
“الشكر هو المفتاح الذي يفتح أبواب الوفرة.”

العطاء لا يحتاج إلى المال، بل لاحتواء قلب آخر في لحظة ضعف. يقول الدكتور خالد المنيف:
“خذ وقتك في العطاء… فالعطاء حياة وسعادة واستثمار ، وآنية العطاء لا تعود فارغة”

السعادة أحيانًا تختبئ في أبسط التفاصيل: فنجان قهوة في صباح هادئ، لحظة صفاء مع كتاب، ضحكة مع من نحب، أو نزهة قصيرة تحت أشعة الشمس. هؤلاء من عرفوا أن الفرح يصنع من الداخل، وأنه لا يُنتظر. وكما قال كونفوشيوس:
“العظيم ليس من يملك الكثير، بل من يعرف كيف يكون راضيًا بما لديه.”

السعادة الحقيقية تبدأ من الداخل، من توازن القلب ورضا النفس. احب ذاتك كما هي، بكل مميزاتها وعيوبها، واستمتع بتفاصيلك الصغيرة التي تمنحك شعورًا بالاكتمال. اختر محيطًا يرفعك، ويغذي روحك، وابتعد عن كل ما يثقل قلبك بالسلبية. أسلوب حياتك وهدوء داخلك هما الطريق إلى السلام والفرح العميق.

الامتنان والعطاء والتوازن هي مفاتيح السعادة التي لا تزول، وهي التي تجعل قلبك مشرعًا للحياة، وروحك تتنفس الصفاء.
وكما قال إيليا أبو ماضي:
“كن جميلًا ترَ الوجودَ جميلًا.”

اسعد بما تملك، واحتضن واقعك برضا، وستجد أن الحياة تمنحك أكثر مما تتخيل، وأن لحظات الفرح البسيطة، حين تقدرها، تصبح كنزًا ثمينًا يملأ قلبك نورًا وسعادة لا تنطفئ ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى