صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
مقالات

الحب الذي يضيء الروح

هناك أرواح لا تأتي لتُشغل فراغًا، بل لتُعيد للروح نورها. تأتي في اللحظة التي نظن فيها أن الحياة قد أثقلت قلوبنا، فتُثبت لنا بلطف أن الحب الحقيقي قادر على أن يرمّم الداخل قبل الخارج. فبعض اللقاءات ليست صدفة… بل هدية مُرسلة بعناية، تشبه دعاءً طال انتظاره…

يا من ألقى الله محبته في قلبي…
جئتَ كنسمةٍ هادئة بعد عاصفة،
كضوءٍ يعرف الطريق إلى أعماق الروح،
كهديةٍ لم أطلبها، لكنها علمتني معنى الأمان.

هناك حبّ لا يأتي عبثًا، بل يرسله القدر كنعمةٍ تتنزل على القلب في الوقت الذي يحتاج فيه إلى سند، وإلى يدٍ تمسح على روحه قبل أن تمس جسده. حبّ يُعلّمك قبل أن يُدهشك، ويُضيف إليك قبل أن يأخذ منك…

هو حبّ يُصنع على عين الله…
﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَلِتُصْنَعَ عَلَىٰ عَيْنِي﴾
فإذا شاء الله لعبدٍ محبةً، جعله مصدرًا للأمان لا للخوف… وللنور لا للعتمة.

كما قالت أودري هيبورن: “الحب هو الشعور الذي يجعلك ترى العالم أجمل”
ومثلما قال نيكولاس سباركس: “الحب الحقيقي لا يطفئ هويتك، بل يجعلك أقوى”

ومن دلائل هذا الحب أنه يضيف لحياتك جمالًا، ويمنحك دعمًا وسندًا، لكنه في الوقت نفسه قادر على الوقوف وحده… لأن مشاعره متزنة، ناضجة، واعية؛ لا تتعلق، بل تحبّك من منبع القوة والوعي.

الحب الحقيقي لا يطفئ قلبك ولا يذيب هويتك، بل يجعلك تحب نفسك عبره… يدفعك لأن تكون أعمق وأرقى، ويخلق في روحك مساحات جديدة من الرضا. كما قال ألبرت شفايتزر: “السرعة في الحب لا تعني عمقًا، بل الوعي والصبر هما أساس الحب الحقيقي”

ولنوقن بأنه هو الحب الحقيقي…
لا بد أن نلتقي في المبادئ والقيم، وأن نجد فيه السكينة والهدوء، وأن نكون على سجيتنا دون أقنعة أو تكلّف. فالحب الواعي لا يحتاج إلى تمثيل، بل إلى صدق.

ولأن للحب لغات كثيرة…
تنضج العلاقة حين يجيد طرفاها الحديث بلغات القلب:
• لغة العطاء: أن يتسابقا ليغدق كلٌّ منهما الحب لا الواجب.
• لغة الكلمات: كلمة صادقة قد تصلح يومًا كاملًا من الفوضى.
• لغة الهدايا: رموز بسيطة تخبرك بأنك حاضر في القلب وإن غبت عن العين.
• لغة اللمسات الحانية: لمسة واحدة قد تقول ما لا تقوله السطور.
• لغة الوقت: لحظات يتوقف عندها العالم حين يكونان معًا.

الحب الذي يدوم…
هو الذي يُبنى بالعطاء، ويُروّى بالاهتمام، ويُزهر بالتغافل الجميل، ويكبر عندما يرى كل طرف في الآخر وطنًا لا يتغير.
فمن صُنِع على عين الله…
لا يُمنح إلا حبًا يشبه رعايته:
أمانًا، ووفاءً، ونضجًا يعيد ترتيب الروح، ويعلّم القلب معنى الحب الحقيقي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى