ترامب يصعّد نهج الهجرة: تعليق شامل وإعادة فحص للإقامات الدائمة بعد حادثة واشنطن
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، جملة من الإجراءات المتشددة تجاه الهجرة، شملت تعليق دخول المهاجرين من جميع دول ما وصفه بـ”العالم الثالث” بشكل دائم، إلى حين “تعافي النظام الأميركي بالكامل”، بحسب ما نشره عبر منصته “تروث سوشيال”.
وأوضح ترامب أن خطته تتضمن إنهاء كافة المزايا والإعانات الفيدرالية لغير المواطنين، وترحيل كل من لا يضيف “قيمة صافية” للولايات المتحدة أو لا يظهر “ولاءً كافياً” لها، إضافة إلى سحب الجنسية من المهاجرين الذين يعتبر أنهم “يقوّضون الاستقرار الداخلي”.
وشدد الرئيس الأميركي على أن السياسات السابقة في عهد الإدارة السابقة أضعفت مكاسب واشنطن، مشيراً إلى عزمه إبطال “ملايين الطلبات” التي تمت الموافقة عليها، وإيقاف أي عمليات دخول تمت وفق آليات لم تُصرّح بها إدارته.
وتزامن هذا التوجّه مع حادثة إطلاق النار التي استهدفت اثنين من أفراد الحرس الوطني في العاصمة واشنطن، والتي اتُّهم بها مهاجر أفغاني دخل الولايات المتحدة ضمن برامج إعادة التوطين. وعلى إثر الحادثة، أعلنت دائرة خدمات المواطنة والهجرة الأميركية وقف النظر في جميع طلبات الهجرة المتعلقة بالمواطنين الأفغان، إلى أجل غير مسمى.
كما وجّه مدير خدمات الجمارك والهجرة، جوزيف إدلو، بإعادة فحص شاملة ودقيقة لجميع حالات الإقامة الدائمة “غرين كارد” الصادرة لمواطنين من دول صنّفتها الولايات المتحدة سابقاً بأنها “مثيرة للقلق”، وذلك ضمن مراجعة واسعة تشمل طلبات لجوء وموافقات أُقرت في فترة إدارة بايدن.
وتشمل الإجراءات مراجعة أوضاع ما يقرب من 233 ألف شخص دخلوا الولايات المتحدة بين يناير 2021 وفبراير 2025، في خطوة تُعدّ أوسع إعادة تدقيق تشريعي وأمني في سياسات الهجرة منذ سنوات.
ويأتي هذا التصعيد في سياق سلسلة قرارات أعلن عنها ترامب خلال الأشهر الماضية، من بينها تحديد سقف اللاجئين للسنة المالية 2026 عند 7500 شخص فقط، ما يمثّل أدنى مستوى تقبّل في تاريخ البلاد الحديث.
وتشير مواقف الإدارة الجديدة إلى أن ملف الهجرة سيظل محوراً مركزياً في أجندة الرئيس الأميركي، وسط توقعات بمزيد من الإجراءات التنظيمية والأمنية خلال المرحلة المقبلة.
