أحمد مكي… صوتٌ هادئ وحضورٌ لا يغيب في ذاكرة الإعلام والفن
رحل الإعلامي أحمد مكي قبل ثلاثة أشهر تقريبًا، إلا أن اسمه ما زال حاضرًا في ذاكرة الوسط الإعلامي بمنطقة مكة المكرمة وجدة والطائف، باعتباره واحدًا من الأصوات المهنية الهادئة التي صنعت حضورًا مؤثرًا، ونسجت علاقات واسعة أساسها الاحترام والثقة ومحبة الناس.

بدأ مكي مسيرته الصحفية في عكاظ، وتدرّج فيها حتى أسند إليه إدارة مكتبها في منطقة القصيم، حيث عُرف آنذاك بالمهنية العالية ودقّة المتابعة وقربه من مصادر الخبر. ثم واصل مسيرته في مكتب الصحيفة بمكة المكرمة، ليضيف إلى خبرته مساحةً جديدة من العمل الميداني والتواصل مع المجتمع، ويمثّل نموذجًا للصحفي الذي يجمع بين الخبرة والحضور الإنساني.
وعلى الرغم من تقاعده عن العمل الرسمي، بقي الراحل حاضرًا في المشهد؛ يتواصل، ويشارك، ويساند زملاءه من الإعلاميين والصحفيين والفنانين. لم يكن حضوره الاجتماعي مجاملة، بل امتدادًا لطبيعته الهادئة ووفائه الذي عرفه عنه كل من تعامل معه.
تميّز أحمد مكي باللطف والأدب، وبروحٍ محبةٍ للناس، وكان قادرًا على أن يترك أثرًا دون ضجيج، وأن يكون جزءًا من ذاكرة العلاقات الطيبة في الوسط الإعلامي. عرفه زملاؤه رجلًا يبتعد عن الخلاف، ويقترب من كل ما يصنع الودّ، ويحافظ على مساحة احترام متبادلة مع الجميع.
وبرحيله فقدت الصحافة في مكة وجدة والطائف واحدًا من وجوهها الهادئة، وشيّع أصدقاؤه إنسانًا لا يتكرر بسهولة؛ صحفيًا عاش المهنة بصدق، وحافظ على جمال علاقاته حتى آخر أيامه.
رحم الله أحمد مكي، وأسكنه فسيح جنّاته.