خطبة الحرم المكي تؤكّد حرمة إيذاء المؤمنين وتدعو للتمسّك بالأخلاق الرفيعة
أكّد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبدالله خياط، في خطبة الجمعة اليوم، ضرورة تقوى الله والابتعاد عن أسباب سخطه، مبينًا أن التمسّك بمنهج سلف الأمة هو الطريق الأقوم إلى رضا الله وبلوغ دار كرامته. وأشار إلى أنّ الله تعالى وجّه نبيه الكريم ﷺ لاقتفاء أثر الأنبياء والرسل فيما هداهم إليه من الحق والهدى.
وأوضح الشيخ خياط أن أعظم ما تميّز به أهل الإيمان صفاء القلوب وحسن التعامل، وأن الأخوّة في الدين تفرض التراحم والتوادّ والتعاطف، مستشهدًا بقول النبي ﷺ: “المسلم أخو المسلم؛ لا يظلمه ولا يسلمه…”، مؤكدًا أن هذا النهج يحفظ الحقوق ويشيع روح التكافل بين أفراد المجتمع.
وحذّر فضيلته من صور الإيذاء بالقول أو الفعل، مشددًا على أن من أشدّها وأقبحها أن يُنسب إلى المؤمن ما ليس فيه، لما يترتب عليه من أذى بالغ ووقوع في محظور شرعي عظيم، مستدلًا بحديث النبي ﷺ: “ومن قال في مؤمن ما ليس فيه حُبس في ردغة الخبال…”، وهي عقوبة عظيمة لا ينجو منها إلا بالتوبة وردّ المظالم إلى أهلها.

كما نبّه إلى خطورة اللدد في الخصومة، مبينًا أن الألدّ الخصِم من أبغض الرجال إلى الله، وأن من خاصم في باطل وهو يعلم يبقى في سخط الله حتى يقلع عن فعله، وهو تحذير يعكس مكانة العدل والإنصاف في الشريعة الإسلامية.
وفي ختام الخطبة، دعا فضيلته إلى التزام القول الحسن والكلمة الطيبة مع الجميع، أصدقاءً كانوا أو خصوماً، لما لها من أثر في حفظ المودة أو تقليل الخصومة وجلب السكينة، مشيرًا إلى أن الخطاب الحسن يقطع الطريق على نزغات الشيطان، ويُصلح ذات البين، ويحول العداوة إلى وئام.





