صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
متابعات

شهادات دولية: «الدعم السريع» تنفّذ اختطافات جماعية وإعدامات في الفاشر مع مساعٍ لطمس الأدلة

كشفت شهادات متطابقة لضحايا وناجين، مدعومة بتقارير منظمات حقوقية ومصادر أممية، عن تنفيذ قوات الدعم السريع السودانية عمليات اختطاف جماعية وابتزاز ممنهج بحق المدنيين في مدينة الفاشر، عقب سيطرتها الكاملة على المدينة، وسط مؤشرات متزايدة على مساعٍ منظمة لإخفاء أدلة جرائم قتل جماعي قبل وصول أي تحقيق دولي.

وبحسب إفادات جمعتها جهات دولية من تسعة ناجين وأقارب مختطفين ونشطاء، احتجزت قوات الدعم السريع آلاف المدنيين، بينهم نساء وأطفال، وأجبرتهم تحت التعذيب على الاتصال بذويهم للمطالبة بفِدى مالية، فيما جرى إعدام من عجز عن الدفع، وفي بعض الحالات أمام أفراد من أسرهم. كما فرضت القوات حصارًا مشددًا على الفاشر منذ مطلع عام 2024، ومنعت المدنيين من الفرار، مع تنفيذ عمليات قتل وخطف ممنهجة بحق من حاولوا مغادرة المدينة.

ومع انسحاب الجيش السوداني من آخر مواقعه أواخر أكتوبر الماضي، سقطت الفاشر بالكامل، لتبدأ مرحلة وُصفت بأنها الأخطر من حيث حجم الانتهاكات. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن نحو 270 ألف شخص كانوا داخل المدينة ومحيطها عند سقوطها في 27 أكتوبر، فيما فرّ أكثر من 106 آلاف خلال الأسابيع اللاحقة، وسط غموض يلف مصير عشرات الآلاف.

وفي تطور لافت، قال مدير مختبر البحوث الإنسانية في كلية الصحة العامة بجامعة ييل، ناثانيال ريموند، إن تقديرات فريقه تشير إلى مقتل عشرات الآلاف من المدنيين، مؤكدًا أن المختبر سيصدر تقريرًا يوثّق ما لا يقل عن 140 موقعًا يُشتبه بأنها مقابر جماعية أو تجمعات جثث. وأوضح أن القوات شبه العسكرية تنفّذ عمليات منظمة لإزالة الأدلة، مشيرًا إلى رصد “قوة بحجم لواء تعمل على تنظيف البقايا البشرية”، في ظل اختفاء شبه كامل للحياة المدنية داخل المدينة.

شهادات من الميدان
روى عامل طبي (37 عامًا) نجاته من الإعدام بعد إقناع المسلحين بأنه يعالج الجميع، بمن فيهم عناصر الدعم السريع، مشيرًا إلى خطف شقيقه الأصغر وقتله رغم دفع فدية. وأضاف أن نحو 30 شخصًا أُعدموا فور القبض عليهم أثناء محاولتهم الفرار. كما أفاد شاب في السادسة والعشرين بدهس مدنيين بمركبات مدرعة خلال محاولات هروب جماعي، قائلًا: “سُحقت أختي أمامي”، مؤكدًا تقلص مجموعته من 150 شخصًا إلى نحو 30 فقط.

فرز عرقي وسجون ابتزاز
وأكد ناجون اعتماد “الفرز العرقي” داخل مراكز الاحتجاز، حيث أُجبر المعتقلون على تحديد انتماءاتهم القبلية، مع إعدامات فورية لمن ينتمون إلى قبائل أفريقية بعينها أو يُشتبه بعلاقتهم بالجيش. كما أشاروا إلى سجون مكتظة، أبرزها سجن دقريس في نيالا، يُحتجز فيها آلاف المدنيين ولا يُفرج عنهم إلا بعد دفع فِدى عبر تطبيقات مالية، وسط تعذيب وأوبئة ومقابر جماعية امتلأت سريعًا.

وتأتي هذه التطورات في ظل إخفاق العقوبات الأميركية المتكررة بحق أطراف النزاع في كبح الانتهاكات. وفي واشنطن، تتصاعد الانتقادات داخل الكونغرس، فيما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عزمه العمل مع شركاء إقليميين لإنهاء هذه الفظائع، عقب مناشدة مباشرة من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، خلال زيارته الأخيرة إلى الولايات المتحدة، شدد خلالها على ضرورة تحرك دولي فاعل لحماية المدنيين ووضع حد للانتهاكات في السودان.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى