صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
مقالات

لغتنا الجميلة جسر بين الماضي والمستقبل


اليوم هو يوم لغتنا الجميلة اللغة العربية ، واللغة العربية ليست مجرد أداة للتواصل اليومي بل هي وعاء الفكر والثقافة والحضارة .
وفي كل عام في الثامن عشر من ديسمبر يحتفل العالم باللغة العربية ، حيث تقرر الاحتفال باللغة العربية في هذا التاريخ لأنه اليوم الذي أصدرت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارها رقم ٣١٩٠ في كانون الأول (ديسمبر) عام ١٩٧٣ م والذي يقر إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل في الأمم المتحدة بعد إقتراح المملكة العربية السعودية والمملكة المغربية عند إنعقاد الدورة ١٩٠ للمجلس التنفيذي لمنظمة اليونسكو .
وهذا اليوم ليس مجرد مناسبة رمزية بل هو فرصة للتأمل في مكانة هذه اللغة العظيمة ودورها في صياغة حاضرنا وتشكيل مستقبلنا .
إن اللغة العربية نقلت إلى العالم عبر السنين إنجازات العلماء مثل : ابن سينا والخوارزمي وابن الهيثم وأبدعت نصوصا أدبية خالدة من خلال شعراء مثل: المتنبي ، وأبي تمام ، وفلاسفة مثل : ابن رشد ، والكندي .
وفي العصر الحالي ( العصر الرقمي ) تواجه اللغة العربية تحديات عديدة أبرزها تأثير العولمة واللغات الأجنبية ، وضعف المحتوى العربي على الإنترنت ، مقارنة بلغات أخرى .
إضافة إلى الفجوة بين اللغة الفصحى والعامية في الاستخدام اليومي .
لكن هذه التحديات تحمل في طياتها فرصا أيضا ، فالعالم الرقمي يفتح آفاقا جديدة لنشر اللغة وتعليمها .
أما مسؤولية الحفاظ والتطوير
فحماية اللغة العربية وتطويرها مسؤولية مشتركة تقع على عاتق :
١- المؤسسات التعليمية
وذلك بتعزيز تدريس اللغة العربية بأساليب مبتكرة وجذابة
٢- وسائل الإعلام
وذلك بإنتاج محتوى عربي متنوع
٣- الأفراد
بإستخدام اللغة العربية بشكل صحيح في التواصل اليومي
وفي هذا اليوم العالمي للغة العربية ، لنجعل من هذه المناسبة نقطة إنطلاق لتجديد التزامنا بلغتنا الجميلة ، وتبني استيراتيجية متكاملة تجمع بين الحفاظ على أصالتها ومواكبة متطلبات العصر وهذا يشمل تطوير المصطلحات العلمية الحديثة وزيادة المحتوى الرقمي الجيد، وتشجيع البحث اللغوي ، وتعزيز دور اللغة العربية في المؤسسات الدولية .
لنعمل معا على تعليمها لأبنائنا بطرق محببة . ولنستخدمها في حياتنا اليومية بفخر ولتساهم بإغنائها بإبداعاتنا الفكرية والأدبية .
اللغة العربية هي هويتنا وذاكرتنا الجماعية ، وهي الجسر الذي يربط ماضينا المجيد بحاضرنا الواعد ومستقبلنا المنشود .
وفي الختام تبقى اللغة العربية بحرا من المفردات والأساليب تحمل في طياتها حكمة الأجداد وأمل الأحفاد . فهي لغة القران ولغة العلم والأدب ، ولغة الجمال والفصاحة ، وتستحق منا كل الجهد للحفاظ على توهجها في سماء اللغات العالمية .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى