صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
متابعات

جهود جيولوجية متكاملة في الرياض لحماية البنية التحتية وتنمية الموارد المعدنية

نفّذت هيئة المساحة الجيولوجية حزمة من المشاريع والبرامج الاستراتيجية في منطقة الرياض، ركّزت على رصد المخاطر الجيولوجية واستكشاف الثروات المعدنية، بما يسهم في حماية البنية التحتية، وتعزيز التخطيط العمراني الآمن، ودعم مسارات التنمية المستدامة، اتساقًا مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

وأوضح مساعد نائب الرئيس للبرامج الجيولوجية في الهيئة زبن الحربي، أن الهيئة تنفذ حاليًا مشاريع استراتيجية كبرى تشمل أعمال المسح والاستكشاف للثروات المعدنية، إلى جانب مشاريع متخصصة لدرء المخاطر الجيولوجية وحماية المنشآت الحيوية. وبيّن أن هذه الأعمال تتضمن دراسة ظاهرة الانخسافات الأرضية، وتحديد أحرام مجاري الأودية وعروضها، فضلًا عن إجراء دراسات جيوتقنية دقيقة لدعم سلامة البنية التحتية.

منظومة متكاملة لرصد المخاطر الجيولوجية
وأكد الحربي أن الهيئة تضطلع بدور محوري في مراقبة المخاطر الجيولوجية بمنطقة الرياض، من خلال منظومة عمل متكاملة تشمل الرصد الميداني المستمر، والتحليل الجيوتقني المتقدم، واستخدام نظم المعلومات الجغرافية لدمج وتحليل البيانات الجيولوجية والهيدرولوجية.

وتشمل جهود الرصد زيارات دورية لمواقع الانهيارات الصخرية، ومجاري الأودية، ومناطق الانخسافات والتشققات، حيث تُوثّق هذه الظواهر بالتصوير الجوي والقياسات الفنية المتخصصة. كما تقوم الهيئة بتحليل التراكيب الجيولوجية والفواصل والصدوع، ودراسة خصائص الصخور والتربة، وتقييم تأثير الأمطار والسيول على المناطق العمرانية، بما يتيح تقدير مستويات الخطورة وقابلية المناطق للانهيار أو الانخساف.

نتائج ميدانية تعزّز الوقاية والسلامة
وأشار الحربي إلى أن أعمال الرصد الميداني أسفرت عن نتائج مهمة، من أبرزها تحديد مواقع ذات قابلية مرتفعة للانهيارات الصخرية، ورصد كتل غير مستقرة تتطلب معالجات هندسية، إضافة إلى توثيق مسارات سيول نشطة، وتحديد نقاط تجمع مياه تشكّل خطرًا على الطرق والمنشآت.

كما جرى رصد مواقع لانخسافات أرضية وتشققات سطحية ناتجة عن تغيّرات رطوبة التربة أو تمددها وانكماشها، إلى جانب تشققات موازية للأودية بسبب تغيّرات الإجهاد الأرضي، مؤكدًا أهمية استمرار أعمال الرصد والتحليل وتنفيذ الحلول الوقائية المقترحة لضمان حماية الأرواح والممتلكات وتعزيز مستوى السلامة العامة.

بيانات جيولوجية داعمة للتنمية المستدامة
وفيما يتعلق بدعم التنمية المستدامة، أفاد الحربي بأن الهيئة أتاحت البيانات الفنية المرتبطة بعلوم الأرض للجهات الحكومية والخاصة عبر بوابة قاعدة البيانات الجيولوجية الوطنية، إحدى مبادرات رؤية المملكة 2030. وتشمل هذه البيانات الخرائط الجيولوجية بمختلف المقاييس، ونتائج المسوحات الجيوفيزيائية والجيوكيميائية، والتقارير العلمية المتخصصة، بما يدعم اتخاذ القرار وتقديم توصيات فنية قائمة على أسس علمية، إلى جانب خدمات الربط الآني لطبقات البيانات لاستخدامها في التحليل المكاني والتطبيقات العلمية والهندسية.

مسوحات واعدة واكتشافات معدنية
وحول أعمال المسح والاستكشاف، أوضح الحربي أن الهيئة تنفّذ أكبر عمليات المسح الجيوفيزيائي والجيوكيميائي ورسم الخرائط التفصيلية في منطقة الرياض، خصوصًا ضمن نطاق الدرع العربي، وقد أسفرت عن توثيق 1612 موقع تمعدن، تمثل نحو 28% من إجمالي مواقع التمعدن المسجلة في المملكة ضمن قاعدة البيانات الجيولوجية الوطنية. وتنوعت هذه المواقع بين تمعدنات فلزية ولافلزية صناعية، وجرى تطوير عدد منها وطرحها كفرص استثمارية شملت معادن استراتيجية مثل الذهب والنحاس والحديد.

خرائط خطورة وتوصيات فنية عاجلة
وبيّن الحربي أن الهيئة تعمل على إعداد خرائط تفصيلية لمناطق الخطورة الجيولوجية، وتزويد الجهات الحكومية المختصة بالبيانات اللازمة لدعم التخطيط العمراني واتخاذ القرارات المناسبة، إلى جانب تقديم توصيات فنية عاجلة عند رصد مخاطر نشطة، تشمل حلولًا هندسية كتدعيم المنحدرات، وتحسين شبكات تصريف المياه، وإعادة توجيه مسارات السيول عند الحاجة.

خطط مستقبلية لتعزيز المعرفة الجيولوجية
وأكد في ختام تصريحه أن الهيئة ماضية في استكمال مشاريعها المستقبلية، وفي مقدمتها استكمال المسوحات الجيولوجية والجيوفيزيائية لصخور الغطاء الرسوبي في الأجزاء الشمالية والشرقية من منطقة الرياض، بهدف التعرف على المكونات الصخرية والتراكيز المعدنية، وتعزيز قاعدة المعرفة الجيولوجية الداعمة للتنمية الاقتصادية وحماية البيئة والبنية التحتية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى