كوكبة من أطباء مستشفيات الحمادي يؤكدون: التفاؤل مصدر السعادة والطمأنينة وراحة البال
تؤكد الشريعة الإسلامية على التفاؤل وبث روح الأمل، بل إن الإسلام ربى أتباعه على ذلك، والسيرة النبوية زاخرة بالمواقف والأحداث التي تبين مدى التفاؤل والأمل الذي يعد من الصفات الحميدة التي كان يحبها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو من آثار حسن الظن بالله تعالى.
وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن التفاؤل يساعد على تحسين الصحة النفسية والبدنية،وفي المقابل فإن التشاؤم يمرض،ويؤدي إلى تأخر الشفاء بالنسبة للمريض، فالتشاؤم يأتي بسبب الخوف والقلق،وهذا يضعف مناعة الإنسان.
عدد من الأطباء في مستشفيات الحمادي بالرياض تحدثوا حول أثر التفاؤل على صحة الإنسان وسلامته،وعن كيفية تربية الأنفس على التفاؤل في أصعب الظروف، وأقصى الأحوال.
السعادة في الأمل
يوضح الدكتور فواز بن عبدالرحمن الحوزاني أخصائي الأمراض الباطنيةأن التفاؤل هو شعور داخلي لحب الحياة مع الأمل بمستقبل أفضل بلا أحزان أو هموم فالكل يتمنى الخير، ويحب الإطمئنان ويسعد بالأمل ويحلم بمستقبل مشرق وكلما كان الإنسان متفائلا” كلما كانت قوته على مواجهة الصعاب أقوى وأعظم،مشيراً إلى أن التفاؤل من الناحيةالصحية يعجل الشفاء بإذن الله،وكما قال ابن سينا نصف الدواء في الطأنينة ونصف الداء في الوهم فحب الحياة والتطلع للأمل ونشر المبشرات والتركيز على الجوانب المضيئة كل هذا من معجلات تمام العافية وإلا لما قال نبينا -صلى الله عليه وسلم- في حديثه: “بشروا ولا تنفروا، ويسروا ولاتعسروا. فكل شيء له مرده، وله ما بعده، وقد أكدت عدد من الدراسات أن الإنسان المتفائل يكون لديه الجهاز المناعي أقوى من الإنسان المتشائم حيث يفرز الجسم العديد من الهرمونات المحفزة للجهاز المناعي لزيادة قدرته على التصدي للأمراض،كما أن الإنسان المتفائل يتمتع بحياة نفسية واجتماعية مستقرة ولديه القدرة على بناء علاقات إجتماعية راقية،كما أنه يمتلك تفكيرا”متوازنا” يساعده في مواجهة صعوبات الحياة والأمل دائما بمستقبل واعد مشرق،وعلى عكس التفاؤل فإن التشاؤم يزيد حالة المريض سوءاً وضعفاً، وتنقص مناعة الجسم مما يساعد على تفاقم المرض في الجسد،لذلك على الإنسان أن يربي نفسه على التفاؤل والأمل وأن يثق دائماً بقدرة الله جل جلاله على شفاء الأسقام وتخفيف الآلام عن المرضى والمصابين.
محاصرة الأزمات
ويبين الدكتور عادل بن عبدالتواب الشناوي استشاري الأمراض الصدرية أن الثقة بالله والرضا بقضائه،وغذاؤه علمُ المؤمن أنه لن يصيبه إلا ماكتبه الله له؛فهو سبحانه الذي يملك كلَّ شيء،فلا يستبطئ الرزق،ولايستعجل النجاة،فيتفاءَل حتى لونزلت به مصيبة أودهمه مرض أوفقر أو فقد ولد أو زوجة؛فيجب على الشخص أن يتفاءل لأن التفاؤل هو سر النجاح؛فلنتفاءل لأن في كلّ محنة منحةً،كمايعتبر التفاؤل سراً من أسرار الحياة الجميلة والسعيدة،فلكي نحيا حياة هانئة، ونستمتع بكل ماهو حولنا من مظاهر معيشة مختلفة،يجب علينا أن نحب ماهو موجود،ونأمل لما هو غير موجود؛ بمعنى أننا يجب أن نستمتع بما حولنا؛فالتفاؤل عبارة عن ميل أونزوع نحو النظر إلى الجانب الأفضل للأحداث أوالأحوال، وتوقع أفضل النتائج،كما أن التفاؤل هو النظير الفلسفي للتشاؤم، فالمتفائلون عموماً يَعتقدون بأنّ الناس والأحداث جيدة أصلاً، وأكثر الحالات تسير في النهاية نحو الأفضل،ومهما كانت الظروف حولنا، ومحاصرة الأزمات لنا،والتي قد تحوّل الأجواء إلى ظلام وسواد، يجب أن نكون ضوءا،ولذلك فقد تغير ما تعارف عليه الناس منذ زمان حينما قالوا:«بدلاً من أن تلعن الظلام أشعل شمعة».
بحثاً عن التفاؤل
ويرى الدكتور عزت عبدالعظيم استشاري الطب النفسي:وجوب أن نعلم أن حالة “التفاؤل”التي يحتاجها كل إنسان متزن نفسياً هي أمر مهم وحيوي للصحة النفسية والبدنية،كما أن التفاؤل في حد ذاته لا يمثل حالة انفرادية لابد من الوصول إليها فقط دون وجود باقي متطلبات التوازن النفسي لأن التفاؤل هو أحد الأركان المهمة للوصول لحالة الإتزان النفسي للشخص وعندما تتوافر تلك الأمور لا نجد الشخص يعاني من أي مشاعر سلبية أخري والتي تصاحب حالة الإكتئاب النفسي،ومنها فقدان حالة التفاؤل والذي بفقدانه يحل التشاؤم بدلاً منه ويؤدي ذلك لوصول الشخص لحالة الإكتئاب النفسي حيث تسيطر عليه حالة التشاؤم واليأس والإحباط بدلا من حالة التفاؤل والأمل،ومن المؤكد أن للتفاؤل تأثيرات إيجابية هامة ومؤثرة على الصحة النفسية والبدنية للشخص بطريقة مثبتة وواضحة مع العلم أن التشاؤم قد يصاحب حالات الخوف والقلق أيضاً علاوة على الإكتئاب ووجود هذه الأمور قد يؤدي لحالة تشاؤم وتوجس وتخوف مما سيأتي أوسيحدث في المستقبل؛لكن ما هو المقصود بالتأثيرات الإيجابية لحالة التفاؤل على الصحة النفسية والبدنية بالرغم أن التفاؤل أوالتشاؤم هو أحد مظاهر أوعوارض الحالة النفسية للإنسان،كما أن هناك عوامل خارجية أوداخلية تؤثر على الحالة المزاجية والمشاعر الإنسانية التي تصاحبها سواء كانت إيجابية أوسلبية بمعنى أن المكتئب تنتابه مشاعر التشاؤم والإحباط واليأس مع حالة الحزن السائدة في مشاعر ذلك الشخص المكتئب،أما التفاؤل فهو أحد المشاعر الإيجابية لحالة الانبساط والسعادة.
ويضيف الدكتور عزت عبدالعظيم قائلاً:من المأمول أن أي شخص طبيعي بإمكانه تجنب الوصول لحالة الإكتئاب من خلال محاولة استجلاب المشاعر الإيجابية وأهمها زرع التفاؤل والأمل والبسمة في مشاعره ووجدانه بقدر الإمكان من خلال الإبتعاد عن الضغوط والمشاكل والمنغصات التي تتسبب في الوصول لحالة الإكتئاب والقلق النفسي علاوة على إيجاد وسائل بديلة تبعث على البهجة والسعادة والتفاؤل مثل ممارسة بعض الهوايات أو الرياضة أو آداء بعض الطقوس التي تزيل عنه الهموم وتجلب عليه حالة من الإيجابية والتفاؤل والبهجة، مع إن وجود الشعور بالتفاؤل هو ركيزة أساسية من ركائز السعادة والبعد عن الإكتئاب النفسي والإحباط والتشاؤم واليأس وهذا التفاؤل يؤدي لإنعاش الأمل ورفع الحالة المعنوية لأي إنسان مما يؤدي لتقوية الجهاز المناعي للشخص ويمنع الجسم من الوصول لدرجة الإنكسار ووقوع الإصابة بأحد حالات المرض العضوي كالسكر والضغط وقرحة المعدة والتهاب القولون التقرحي والتصلب اللويحي المتناثر وضعف المقاومة للعدوى وسهولة الإصابة بأحد الأورام السرطانية،وفي ظل هذه الظروف المحبطة التي يعيشها العالم فقد زاد الطلب من كل إنسان الآن علي محاولات البحث عن السعادة والأمل والتفاؤل والوصول إليها بكل وسيلة والبعد عن مسبباب الحزن والإكتئاب واليأس والتشاؤم حتي يتمكن من المعيشة الطيبة بدنياً ونفسياً،مع تمنياتنا أن يصل كل إنسان لحالة السعادة والتفاؤل التي ينشدها بإذن الله.