الوظيفة لا تغني عن الزوج ودفء الأسرة وهذه نصيحتي للزوجات
الإعلامي عبدالقادر بن سليمان مكي
الوظيفة شيء جميل وتساعد الزوجة في تلبية إحتياجاتها وترفيه نفسها ولكن لا تغني عن الزوج والأسرة فقد وجدت حالات كثيرة بمجرد أن تحصل الزوجة على وظيفة قد ومع أول مشكلة مع الزوج تبدأ بإجراءات الخلع أو فسخ النكاح
وهذا لا يمنع أنه يوجد أزواجٌ دون مستوى المعاشرة الحسنة ولكن الأطفال يستحقون التضحية لو كانت مشاكل الزوج صغيرة ولا تستحق هدم المنزل وتشتيت الأبناء وكأن الوظيفة هي المنقذ الذي سيفي بكل إحتياجات الأسرة من رعاية وإهتمام الأب وغير ذلك من الأدوار التي يقوم بها الأب
وأنصح الزوجة بأن الوظيفة نعم سند لك ولكن إن كانت تؤثر على منزلك فأولادك ومنزلك أولى وأهم فلذا يجب التوازن بين الوظيفة والإهتمام بها والمنزل والزوج والأولاد وإن كانت هناك كفة من المهم أن ترجح فالمفترض أن تكون كفة الأسرة
وتزعم بعضُ النسوان أن الزوجة غير ملزَمة بطاعة زوجها ولا خدمته الخدمة المألوفة من طهي وتنظيف وهذا زعم باطل من وجوه منها
أن المرأة مأمورة بطاعة زوجها في المعروف فهو ولي أمرها وطاعة ولي الأمر واجبة قال تعالى :
{يَا أَيُّهَا الذِينَ آمَنوا أَطِيعُوا اللهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وأُولي الأَمْرِ مِنْكُمْ}،
والسلطان ولي أمر الناس والأب ولي أمر أبنائه والزوج ولي أمر زوجته والمدير ولي أمر موظفيه
ومن وجه آخر فإن الزوج إذا كان أستحق معاشرة زوجته بالمهر فإنه بإنفاقه عليها أستحق أن يأمرها وينهاها بالمعروف قال تعالى : {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ}،
قال ابن عباس رضي الله عنه عن (قَوّامِّين) : «يعني أمراء، عليها أن تطيعه فيما أمرها الله به من طاعته»
وقال السعدي : «عُلِمَ من هذا أن الرجل كالوالي والسيد لامرأته ووظيفته أن يقوم بما أسترعاه الله به ووظيفتها القيام بطاعة ربها وطاعة زوجها»
وأجمع الفقهاء في الموسوعة الفقهية على أن طاعة الزوج واجبة على الزوجة، لقوله تعالى: {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ…}، ولقوله تعالى: {ولَهُنَّ مِثْلُ الذي عَلَيْهِنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}
وعلى هذا فإن أمر الزوج لزوجته بأمور الخدمة المنزلية من طهي وتنظيف من الأوامر التي لا تشق على المرأة وكيف تشق عليها وهي تحمل في جوفها الأجِنّة شهوراً طِوالاً وتعمل في وظيفتها عشر ساعات يوميّاً تقوم فيها بعدة أعباء إذا كانت موظفة
وإن كان الزوج مقتدراً ورأى أن يُحضِر عاملة تساعد زوجته فهذا نور على نور وإن لم يكن مقتدراً وهي موظفة فلها أن تُحضِر عاملة من مالها تساعدها على أعمال الخدمة المنزلية وتُعَوِّض النقص الذي يحدث بسبب انشغالها بوظيفتها وإذا قَبِلَت امرأةٌ غنية الزواج من محدود دخل فعليها أن تعيش عيشته وألا تُلزِمه بعيشة أهلها وألا تطالبه بالخدم والحشم كما كان وضعها من قبل وإلا فيجدر بها ألا تقبل الزواج منه وهو أيضاً يجدر به ألا يطرق باب غنية وهو محدود الدخل لأنه إمّا أن يعتمد على مالها ويَفقد كرامته وقوامته أو يعتمد على دخله المحدود ويعيش دور الحسّاس عزيز النفس ويُضَيّق على نفسه وعليها ويحرمها مستوى كانت تعيشه وما أجمل وأكرم أن يتزوج المرء من طبقته
وقبل ذلك وبعده فالزواج مودة ورحمة وليس مُعانَدَة ومُكايَدَة ولا مُحاسَبَة ومُناصَبَة وكتبتُ ما كتبتُ ليَعلم الزوجان ما لهما وما عليهما ويقوم كلاهما بواجباته وهو منشرح النفس طاعةً لله الذي أمر الزوج بالإنفاق والرفق والزوجة بالطاعة واللين بعيداً عن تخريب المخببات والمخببين وإرجاف المفسدات والمفسدين.