بين مشاهيرنا ومشاهيرهم
بقلم | إيناس إبراهيم فرج:
في هذا العالم الذي أصبح يعج بالمشاهير ولا أدري كيف أصنفهم من مشاهير قدامى ومشاهير بشكل عصري أكثر أو حداثي أو فني ،فقد تعددت جوانب الشهرة والمشاهير والتي أرى أن هناك من يقاتل ليحصل عليها ،ومن لا يهتم بها ولكنه وجد نفسه في خضم أحداث المشاهير .
وعن المشاهير ومظاهر حياتهم التي يتابعها الكثيرين منذ عصر إزدهار المجلات الورقية إلى القنوات الفضائية إلى عالم سناب شات وكافة وسائل التواصل الإعلامية المتعددة التي تتجدد في كل يوم بأشكال متعددة وتطبيقات مختلفة وكل لها مشاهيرها ومتابعيها ،ولا أدري من يكفيه الوقت لمتابعة كل هذا الكم من القنوات الإعلامية وأخبار المشاهير .ونعود إلى أخبار المشاهير التي وقعت بين يدي قبل أيام وأنا أتصفح وسائل التواصل الإجتماعي في تصفح غير مقصود
وإذا بأحد المعلقين على حياة المشاهير يتحدث عن مشاهير عالميين وكيف أنهم برغم ثرواتهم الكبيرة إلا أن حياتهم اليومية لا تعكس أبدا عن مستوى ثرائهم ،وأورد مثال للممثل العالمي بطل التايتانك ليوناردو ديكابريو التي تصل ثروته إلى ثلاثمائة مليون دولار أمريكي بأنه يعيش حياة إنسان ذو مصروفات عادية فهو يركب سيارة تويوتا ياريس لأنه يحب هذه السيارة ،حتى أنه من كثر حبه لها
اشترى ثلاث سيارات ياريس لأفراد عائلته ،وتجد أن ليوناردو من العادي جدا لديه أن يتجول في شوارع نيويورك
بدراجة مثل باقي الناس ،وفي المقابل نرى مشاهيرنا العرب الذين لم تقترب شهرتهم ولا بجزء من شهرة المشاهير العالميين يصرفون ببذخ بالغ فمن ترتدي ساعة بمليون ريال ومن لديه ثلاث سيارات رولز رويس ورانج وبورش ،ومن تقيم حفلة جنس المولود بتكلفة وقدرها،ومن تقيم حفل عيدميلاد لابن أو ابنة بطقوس وتكاليف وبهرجة مبالغ فيها.ماذا يريد المشاهير من المجتمع؟ مالذي يريدون قوله للناس؟ نحن أثرياء ! لدينا الأموال ! ماهو العائد الذي سيعود عليهم من نشر هذه الثقافة وإبتذال الأموال بهذه الطريقة؟ إذا كان لديكم المال استمتعوا ! لكن ابتعدوا عن الشهرة لأن لديكم مال ! فهذا إناء فارغ !. الشهرة محتوى وحضور وكاريزما وشخصية مؤثرة بصفة أو بأخرى ،أما استعراض أسلوب حياة غريب لا يعقل ولا يصدق هذا إن صدق الناس أنهم فعلا يملكون هذه الأموال خاصة المشاهير ذوي السنوات القليلة في الشهرة والساحة الإعلامية ،وأخيرا أيها المشاهير ،الناس تحب الناس أمثالها من يعيشون حياتها من يعرفونهم ويحبونهم لأنهم منهم وفيهم وليس لأنهم لديهم مال وسيارات ومجوهرات ،أموالكم لكم فأوقفوا بقلوب الناس من المظاهر التي تروجون أنها هي الحياة والسعادة واحترموا متابعيكم من مجتمعكم وأهلكم وشباب وبنات المجتمع