صحيفة سعودية تأسست فير بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
ضيف القلم

كيف ساهم البسطاء في صناعة شهرة التجار والأغنياء

بقلم | إيناس فرج 

في كل عمل يوجد جمهور مستهدف وعملاء لكل مهنة، ويقال أن الجمهور هو الركيزة الأساسية لأي نجاح بما في ذلك التجارة والأعمال وأكبر نجاح أن يعرف التاجر من هو جمهوره . وقد أثبتت عبارة العميل دائما على حق أو الزبون دائما على حق مصداقيتها.
وقد شهد المجتمع عبر السنين كيف أصبح البسطاء بمساهماتهم المتواضعة أنهم قوة شرائية فعالة ساهمت بشكل مباشر في شهرة ونجاح الكثير من التجار والأغنياء .
وقد يتسائل الكثير هل من المعقول أن القدرة الشرائية البسيطة لها هذا التأثير الكبير ؟ على الرغم من أن الأفراد ذوي الدخول المتوسطة والمحدودة قد لا يمتلكون القدرة على إجراء صفقات كبيرة أو شراء السلع الفاخرة بكثرة ، إلا أن استمرارية إقبالهم على شراء المنتجات والخدمات تجعلهم المحرك الأساسي للسوق .
وإذا تسائلنا كيف يصنعون الشهرة؟
إن الشركات والمؤسسات التجارية تعتمد على الاستمرارية في الطلب ، وهذه الإستمرارية تأتي غالبا من الطبقة البسيطة التي تشكل الأغلبية في المجتمع ومن خلال التسويق الشفهيّ أو عن طريق وسائل التواصل الإجتماعي ، يساهم البسطاء في الترويج للمنتجات والخدمات بشكل غير مباشر .
وعلى سبيل المثال عندما يقوم شخص عادي بشراء منتج معين ويشيد بجودته أمام الآخرين ، فإنه يخلق موجة من الفضول والإقبال . حيث يمكن لتغريدة واحدة من أحد المستخدمين العاديين أن تحدث ضجة كبيرة حول علاقة تجارية معينة.
وأما عن دور التجار والأغنياء الأذكياء الإستفادة من هذه القوة الدعائية التي تعزز من القوة الشرائية للمنتجات من الطبقة البسيطة .
ويستطيع العديد من التجار بناء قاعدة عملاء مخلصين ساعدوهم في تحقيق أرباح ضخمة وشهرة واسعة ، إضافة إلي ذلك يستثمر العديد من رجال الأعمال في هذه الشريحة تحديدا عن طريق استيراتيجيات تسويقية خاصة مثل :التخفيضات ، والعروض الخاصة، وبرامج الولاء التي تعزيز من إقبالهم وإرتباطهم بالعلامة التجارية .
وهذا الولاء قديم بين الناس لمنتجات معينة . أما نرى توصيات في عائلة معينة أن الذهب يشترونه من تاجر معين ، والمفروشات من تاجر معين ، والأجهزة الكهربائية من علامة تجارية معينة، وهذه التوصيات في المجتمع تتوارثها الأجيال وكانت بمثابة وسائل التواصل كما الآن في التوصيات والتزكية .
ومن المهم جدا أن يتذكر التجار ورجال الأعمال أن شهرتهم ونجاحهم لم يكن ليتحقق لولا دعم البسطاء .
ولعل أحد أوجه رد الجميل وتقدير البسطاء هو تقديم مبادرات تسهم في تحسين مستوى المعيشة في المجتمع مثل توفير فرص العمل، دعم الأسر المحتاجة ، والمشاركة في المشاريع المجتمعية .
وأخيرا نقول إنه لا ينكر أحد دور البسطاء من العملاء في المجتمع وأنهم يشكلون عصب السوق وأساس الإستمرارية فيه ، فالدور الذي يلعبونه في نجاح الأغنياء والتجار هو دور محوري ويجب على الجميع تقدير قوة البسطاء في صناعة الثراء .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى