أسعد زاهد يدشن المعرض الشخصي رقم (20) للفنان التشكيلي فهد خليف
فيما يستضيفه أتيليه جدة وبإشراف الفنان هشام قنديل :
جدة – ماهر عبدالوهاب
ينظم أتيليه جدة للفنون الجميلة المعرض الشخصي رقم (20) للفنان الكبير فهد خليف أحد ابرز فناني الجيل الثالث في الحركة التشكيلية السعودية وذلك يوم الاحد المقبل الموافق ٢٧ أبريل في تمام الساعة الثامنة مساء المعرض يفتتحه رجل الأعمال الأستاذ أسعد طلال زاهد ويستمر لمدة أسبوعين المعرض بعنوان “حين تسكننا الأماكن )ويتضمن خمسون لوحة جديدة أبدعها الفنان خليف معظمها عن الاماكن والبيوتات القديمة في مدينة جدةًً، بأسلوب تعبيري معاصر وقدرة لونية عالية وتمثل هذه المرحلة أنضج وأقوى تجاربه علي مدار ربع قرن تقريبًا.
و أوضح من جانبه الفنان هشام قنديل مدير أتيليه جدة، أن الفنان الكبير فهد خليف هو أحد أبرز الأسماء التشكيلية السعودية المعاصرة، والحائزة علي الجائزة الأولى في معرض الفن السعودي المعاصر؛ في أكثر من دورةـ وغيرها من الجوائز المهمة مثل جائزة مسابقة السفير وجائزة ملون السعودية للفنون التشكيلية.
وعن تجربة الفنان فهد خليف، قال الفنان التشكيلي أحمد نوار رئيس قطاع الفنون التشكيلية المصرية، إن تجربة الفنان خليف هي تجربة مهمة مهمة تتميز بالفرادة والخصوية والثراء اللولني، مبينًا أنه يتناول موضوعات بيئية، تكشف في تفاصيلها الجانب الإنساني كونه العنصر الرئيسي، ولكن ثمة علامات دلالية تظهر على الوجوه في معالجته أو تصنيفه أو تنمية حركة دائمة وعن تجربته في معرضه حين تسكننا الاماكن أشار الفنان فهد خليف:
هنا أقف على أركان التجربة الأكثر وعياً والأكثر نضوجاً والأكثر بُعداً فلسفياً يحمل على أجنحته تلك المسافات الجمالية التي يتآزر فيها الشكل باللون بالمعنى في وحدة حوارية صوتها الجمال وضجيجها الدهشة .
ويضيف خليف أحاول أن أجمع بين الحس الجمالي والتعبيري ورؤيتي الفنية بمقدار علاقتي بالزمن والمكان والذاكرة .. الأماكن ليست مجرد جغرافيا نَحلّ فيها بل أرواح تُلامس أرواحنا .. الأماكن لا نعيش فيها فقط بل نُختَزن بداخلها حتى تصبح جزءًا من ذاكرتنا العاطفية أو ربما من كينونتنا نفسها والتي تكوّن ذاتنا ووجدانا وشخصيتنا .
نرحل ونتناقل من مكان لمكان ومن محيط لمحيط جغرافي آخر ولكن هناك أماكن لا نغادرها حقًا بل تظلّ تسكننا .. نسمع صدى خطواتنا على أرضيتها ونشمّ رائحة الصباح فيها .. نشعر بملامس جدرانها أو دفء شمسها المتسللة عبر نوافذها .
الأماكن التي سكنّاها كثيرًا هي التي تسكننا أكثر لتتسلّل إلى أحلامنا وعواطفنا وتوجه طريقتنا في النظر إلى العالم .
الأماكن نختبر فيها ضحكة عابرة أو مرور في زقاق ضيق أو دمعة على عتبة أو انتظار تحت شجرة أو حتى في غرفة مظلمة معتمة لذلك تتحوّل الأماكن إلى وعاء للزمن ومرايا للذات .
حين نشتاق لمكان فإننا نشتاق لنسخة من أنفسنا نسخة من أرواحنا نسخة من لحظات عشناها فيه ولهذا فإن الأماكن التي تسكننا هي في الحقيقة أشكال خفية منّا… محمولة على هيئة شارع أو مقهى أو حقل أو بيت قديم أو زخرفة على نافذة أو خدش على حافة باب ..
إن نسيان المكان لا يعني فقط فقدان مشهد بل فقدان جزء من الذات التي كانت هناك .