صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011إ
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
مقالات

الصديق الحاسد: عدوٌّ في ثوب الصديق

بقلم ـ شهد القحطاني

في حياة كل إنسان أشخاص يطلق عليهم مسمى “أصدقاء”، كلنا نحب أن نحيط أنفسنا بأصدقاء نحبهم ويحبونا، نشاركهم أفراحنا وهمومنا، لكن أحياناً، تكتشف إن الذي تعتبره أقرب الأصدقاء ، هو في الحقيقة أكثر شخص يتمنى فشلك… وهذا هو الصديق الحاسد. و التجارب تكشف لنا أن ليس كل من يبتسم لنا ويتحدث بلطف هو صديق حقيقي. هناك نوع خبيث من الأصدقاء،
يظهر الود ويبطن الحسد، فإذا ما تميزت عنه في شيء ، علماً، عملاً، مكانةً، أو حتى محبة الناس ،انقلب عليك، وبدأ يظهر وجهه الحقيقي ؛ صديق حاسد.

الصديق الحاسد لا يفرح لفرحك، بل يشعر بأن نجاحك يقلل من شأنه. يراك خصما لا صديقا، ويتعامل مع كل إنجاز تحققه وكأنه صفعة على وجهه. بدل أن يشجعك أو يفخر بك، يبدأ بمحاولات مستمرة لتشويه صورتك، والتقليل من شأنك، ونشر الإشاعات عنك في الخفاء. يستخدم الكلمات المسمومة والابتسامات الكاذبة، ويجلس في المجالس ليقول: “أنا لا أريد أن أتكلم، لكن…”، ثم يزرع الشكوك بينك وبين الناس.

هذا النوع من الأصدقاء هو الأخطر، لأنه لا يظهر عداءه بوضوح. قد تظن في البداية أنه حريص عليك، أو أنه يغار غيرة محمودة، لكن الحقيقة سرعان ما تنكشف: غيرته مرضية، وحقده دفين، وهدفه أن يراك دائماً في الخلف، لا لأنك لا تستحق، بل لأنه لا يحتمل أن يراك في المقدمة.

مواجهة هذا النوع من الناس تتطلب وعياً ونضجا. أول خطوة هي إدراك الحقيقة: ليس كل من يجلس بجانبك يريد الخير لك. والابتعاد عن الصديق الحاسد ليس خسارة، بل نجاة. لا تحاول تغييره أو إصلاحه، فالحسد طبع إذا تملك القلب، يصعب علاجه. و الأفضل أن تحيط نفسك بأشخاص يفرحون لفرحك، يدفعونك للأمام، وينجحون معك، لا على حسابك.

لذا فالصديق الحقيقي هو من إذا فرحت، فرح، وإذا حزنت واساك. أما الحاسد، فلا مكان له في قلبك ولا في حياتك. فهو كالسم، إن لم تطرده، سيتسلل ببطء حتى يفسد كل شيء جميل فيك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى