كد كيدك واسع سعيك
بقلم | أحمد العطافي
كانت الأرواح مثقلة والقلوب دامية والعين تذرف دمعًا لا يُرى، لكنّه يحرق الوجدان . دخلوا القصر وهم بين أطلال المجزرة وعيون الناس تتفرّس فيهم بجهل أو صدمة. فالأطفال تائهون وكفيلهم غائب والرؤوس على الرماح تتكلم قبل أن تنطق الألسن .
وهناك في قلب القصر تحوّل الصمت إلى شهقة والسكوت إلى صدمة ظنّ الطغاة أن السيف سيُسكت الكلمة وأن الرماح تطغى على الحقيقة… لكنها بحزنها وثباتها جعلت من قاعة الحكم منبرًا ومن الأسر ملحمة ومن السبي راية لا تُطوى.
وقفت شامخة وقالت :”كد كيدك واسع سعيك وناصب جهدك فوالله لا تمحو ذكرنا ولا تميت وحينا.”كانت تلك اللحظات بداية انكسار الظلم وبداية بزوغ الفجر في الوعي الإسلامي .
كل خطوة للسبايا كانت نارًا تحت رماد القلوب تُشعلها في كل زمان ومكان فما كان إذلالًا بل اصبح خلودًا وما كانت دموعًا اصبح نبضًا حيًّا حتى قيام الساعة .