الرفاهية في الاكتفاء بالذات
في عالم يضج بالأصوات والعلاقات العابرة، تبقى الوحدة ملاذًا نادرًا للقاء أعمق مع الذات.
كما قال جلال الدين الرومي: “اجلس وحدك، وافتح قلبك، واستمع لصوت روحك، سيخبرك بكل شيء.”
الوحدة الراقية ليست هروبًا أو انطواءً، بل مساحة هادئة نرتب فيها أرواحنا، ونرسم حدودًا صحّية بيننا وبين ما يستنزفنا. فيها نكتشف أصدق الأحاديث التي نجريها مع أنفسنا، ونُجدّد طاقتنا وننمي حسّ الإبداع.
تعلمنا أن نكون أصدقاء لأنفسنا، نحتفل بإنجازاتنا، ونتصالح مع جراح الأمس دون جلد أو إنكار، مكتفين بذواتنا دون الحاجة للتصفيق الخارجي.
كما قال إبراهيم الفقي: “الوحدة خير من جليس السوء.”
من هذه المساحة نعيد لأنفسنا قيمتها ونستمد طاقة الاتزان والوعي والانتقائية.
فالرفاهية الحقيقية هي التخفّف، ترتيب الأولويات، والانسحاب بلطف حين يحتاج الأمر، لأن الوحدة أرقى أشكال السلام مع النفس ونضج داخلي نعيشه بسلام بعيدًا عن الضجيج.
فلنمنح أنفسنا هذا النعيم الهادئ، ولنجعل من وحدتنا مرحلة ارتقاء، فتبدأ أجمل العلاقات من علاقة صادقة مع ذاتنا