فيصل الشهيل.. عميد العطاء السعودي بين الإدارة والإعلام والرياضة
ترك الشيخ فيصل بن محمد بن عبد العزيز الشهيل، المعروف بـ”أبو منصور”، إرثًا حافلًا من الإنجازات في المملكة العربية السعودية، امتد من أروقة الإدارة العامة إلى ملاعب الرياضة، وإلى صفحات الصحافة والإعلام، ليكون نموذجًا للقيادة والعطاء الوطني. وُلد في مدينة الطائف ضمن أسرة “آل شهيل” القحطانية التي تعود إلى قبيلة عائذ، وكان والده أميرًا على المدينة، لتتضح منذ النشأة أبعاد الالتزام بالمسؤولية والخدمة العامة.
النشأة والتعليم
بدأ فيصل الشهيل دراسته المتوسطة في بغداد قبل أن ينتقل إلى لبنان لإكمال المرحلة الثانوية، ثم التحق بالجامعة الأمريكية في بيروت حيث حصل على بكالوريوس في الاقتصاد والمال. بعد ذلك، واصل تعليمه في الولايات المتحدة الأمريكية وحصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال، ليكون من أوائل السعوديين الذين درسوا خارج المملكة، ما منح مسيرته أفقًا دوليًا مميزًا.
المسيرة العملية
تقلد الشهيل مناصب قيادية هامة، كان أبرزها أول مدير عام للموانئ بالمملكة، ووكيل وزارة مساعد للطرق والموانئ، ورئيس عام للمؤسسة العامة للخطوط الحديدية برتبة نائب وزير على مدار عشرين عامًا. مثل المملكة في مؤتمرات دولية بارزة، منها أول مؤتمر لقانون البحار في فنزويلا، وشغل مناصب عالمية مثل نائب رئيس المنظمة البحرية العالمية، ورئيس المجلس الاستشاري للسكك الحديدية، وعضو مجلس إدارة الأكاديمية العربية للنقل البحري منذ تأسيسها.
الإعلام والصحافة
ترك الشيخ فيصل أثرًا واضحًا في الصحافة والإعلام السعودي، فأسس جريدة الرياضي، وكان من مؤسسي مؤسسة عسير للصحافة والنشر وجريدة الجزيرة، وتولى مناصب إشرافية في دار اليوم للإعلام، بما في ذلك المشرف العام على التحرير. أسهمت جهوده في تطوير العمل الإعلامي وإرساء معايير احترافية في الصحافة السعودية.
الرياضة
كان له حضور مميز في الرياضة، حيث شغل منصب نائب رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، ورئيس نادي الهلال السعودي من 1390هـ إلى 1395هـ، إضافة إلى كونه نائب رئيس النادي لثلاث دورات، ورئيس نادي النهضة. كما شارك في اللجنة الأولمبية السعودية، ورأس اللجنة الأهلية لتكريم الرياضيين، وكان رئيسًا فخريًا لعدة أندية، منها نادي المزاحمية الرياضي، ليظل نموذجًا للرعاية والتطوير الرياضي.
الوفاة
انتقل الشيخ فيصل الشهيل إلى رحمة الله يوم الخميس 20 مايو 2021م، الموافق 8 شوال 1442هـ، بعد صراع مع المرض، مخلفًا إرثًا كبيرًا من الإنجازات والإسهامات في شتى المجالات، وجعل اسمه رمزًا للقيادة والحكمة والعطاء الوطني.