صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
متابعات

الشرع يكشف: اتفاق مع موسكو سهّل سقوط الأسد وروسيا انسحبت من المعركة قبل النهاية

في أول تصريح رسمي من نوعه، كشف الرئيس السوري أحمد الشرع، أن روسيا لعبت دورًا محوريًا في تغيير مسار الأحداث قبيل سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024، موضحًا أن الثوار أبرموا تفاهمات مباشرة مع موسكو خلال معركة التحرير.

وقال الشرع في مقابلة متلفزة عبر قناة “الإخبارية السورية” مساء الجمعة: “عندما وصلنا إلى حماة جرت مفاوضات بيننا وبين روسيا، وحين دخلنا حمص انسحب الروس تمامًا من المشهد العسكري بموجب اتفاق مسبق”، مضيفًا أن الطرفين – موسكو والسلطة الحالية – قدما التزامات متبادلة وتم الالتزام بها حتى الآن.

هذه التصريحات، التي تُعد الأولى من نوعها حول دور موسكو في عدم الدفاع عن نظام الأسد رغم حمايتها له لسنوات، أثارت جدلًا واسعًا في الأوساط السورية والإقليمية، وطرحت تساؤلات حول ما إذا كانت روسيا قد ساهمت عمدًا في تسريع انهيار النظام السابق. وأعاد بعض المعلقين التذكير بدور وزير الخارجية الحالي أسعد الشيباني في التفاوض مع الجانب الروسي آنذاك، فيما رجّح آخرون وجود ترتيبات روسية تركية دفعت موسكو إلى التخلي عن الأسد.

ورغم ذلك، لا تزال روسيا تحتفظ بوجود عسكري واقتصادي مؤثر في سوريا، من خلال قواعدها في حميميم وطرطوس، وهو ما يعكس حرصها على الحفاظ على مصالحها الاستراتيجية في بلد مطل على البحر المتوسط.


تكشف تصريحات الشرع عن معادلة دقيقة في العلاقة مع موسكو؛ فروسيا، التي فضّلت الانسحاب من المشهد العسكري في اللحظة الحرجة، حافظت في الوقت نفسه على حضورها الاستراتيجي ومصالحها الحيوية. وهذا يفتح باب التساؤل حول طبيعة الشراكة الحالية: هل ستبقى روسيا شريكًا استراتيجيًا لسوريا الجديدة، أم يقتصر دورها على تحالف ظرفي تحكمه حسابات النفوذ والمصالح المتغيرة في الإقليم؟

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى