كلنا لوطننا فدىً
اللواء الركن م. الدكتور بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود
أحسب أن الجميع يتفق معي قلباً وقالباً، أن الشعور العميق بالانتماء للوطن، بمثابة الروح من الجسد. فالذي ليس له وطن، أو حتى من له وطن إلا أنه لم يعرف للانتماء معنىً، كجسد يعيش سدىً من دون روح.
ومثلما يتشبث الجسد بالروح، يفعل الإنسان السَّويّ بوطن يشعر بالانتماء إليه والانغماس في عادات أهله وتقاليدهم وتراثهم وإرثهم الحضاري، وحتى طرائفهم وضحكاتهم.. يشاركهم الأفراح، ويواسيهم في الأتراح.
ولهذا نجد في التاريخ الإنساني أنه ثمَّة شعوبٍ كثيرة ممن ابتلاهم الله فتسلَّط عليهم الاستعمار بمختلف أشكاله، يفضلون التشبُّث بثرى أرضهم حتى الموت، لترتوي بدمائهم، على الرحيل عنها وتركها لقمة سائغة للمستعمر يعربد فيها ويعبث بها كيفما شاء.
لكن للأسف الشديد، نجد بالمقابل في الوقت نفسه، أفراداً بين بعض تلك الشعوب، ممن يفتقرون للشعور بمتعة الانتماء للوطن، كانوا عوناً للمستعمرين، فأعانوهم على إذلال شعوبهم ونهب ثرواتهم ودمار بنيتهم التحتية وطمس هويتهم وإرثهم الحضاري.
أما نحن، بحمد الله وتوفيقه، في هذا الوطن العزيز الغالي، فمنذ أن لمّ المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود شتات بلادنا، ووحَّدها بمختلف أقاليمها وقبائلها، وصهرها في بوتقة واحدة، وجعل دستورها الكتاب والسُّنَّة، أصبحنا كلنا على قلب رجل واحد، كالجسد الواحد، الذي إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
وحتماً سنبقى نعض على هذه اللُّحْمَةِ الفريدة بالنواجذ إلى الأبد إن شاء الله.. نستمتع بصدق ولائنا لعقيدتنا، ووفائنا لقادتنا الكرام، وانتمائنا العميق لوطننا الذي ليس مثله في الدنيا وطن، وفخرنا به واعتزازنا، وحبنا الثابت في أعماق قلوبنا لكل ذرة رمل فيه ونسمة هواء.
فاللهم احفظ علينا نعمك، وبارك لنا فيها، وأعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.. اللهم آميييين
