فِعْلَنَا يسبق قولنا.. هكذا ديدن قادتنا
اللواء الركن م. الدكتور بندر بن عبد الله بن تركي آل سعود
قلت وما أزال أقول، وسأظل أعيد وأؤكد، أن أفعال قادتنا الكرام البررة، حفظهم الله ورعاهم، وسدّد على طريق الخير خطاهم، تسبق أقوالهم.. هكذا هو ديدنهم دوماً، بل إنهم يتركون المجال لإنجازاتهم، التي لا تشبهها إنجازات قادة آخرين من قريب أو بعيد، لكي تتحدث عنهم.
ولا يأبهون كثيراً أو حتى قليلاً للخطب الرنانة، وضرب الطاولة، ودغدغة مشاعر الناس؛ كما يفعل قادة القومجية ومطبليهم السُّذَّج، ليكتشفوا في النهاية أن الكذب والتدليس والضحك على الناس والاستهزاء بمشاعرهم والاستهتار بحقوقهم، أورثهم بلداناً أشد وهناً من بيت العنكبوت، في ما تحقق بلادنا إنجازات مدهشة مع بزوغ كل فجر جديد بالأفعال الصادقة المخلصة والنيات الطيبة والعمل الجاد الدءوب، الذي يؤكد استشعار قادتنا الكرام الأوفياء المخلصين لما يضطلعون به من مسؤولية عظيمة، جعلت حتى قادة ما يسمى (بالدول العظمى) يتسابقون لخطب ودهم ويعتدون بمعرفتهم وصداقتهم، وكل منهم يرى أنه صديقهم المخلص الوحيد.
تداعت إلى مخيلتي تلك المعاني وغيرها كثير مما تقشعر له الأبدان من إنجازات قادتنا الكرام ومكانتهم لدى زعماء العالم، وأنا أتابع فعاليات قمة شرم الشيخ بجمهورية مصر، واستمع إلى حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وهو يؤكد اعتزازه بأخي العزيز الغالي، صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، رئيس مجلس الوزراء، ولي العهد القوي بالله الأمين، مشيراً إلى ما حققه من إنجازات كبيرة لبلاده وإسهاماته الحقيقية في تحقيق السلام العالمي، تلك الانجازات التي لم يسمع عنها ترامب في إعلام مضلل كإعلام القومجية، بل وقف شاهداً عليها، ورآها رأي العين في أثناء زياراته لبلادنا. وكان في كل مرة تبدو عليه الدهشة مما يري من إنجازات مذهلة فعلاً، احتقر أمامها كثيراً من إنجازات بلاده التي لا ترى نفسها غير أنها دولة عظمى، لاسيَّما في ما يتعلق بالبنية التحتية من مطارات وطرق وجسور وأنفاق.
وحتى عندما تحدث رئيس وزراء باكستان عن دور ولي عهدنا القوي بالله الأمين في إحلال السلام في المنطقة والعالم، أشار ترامب بيده إلى رئيس الوزراء الباكستاني كأنه يقول للمشاهدين: ألا ترون؟ لست وحدي من يعرف لولي عهد السعودية دوره في إحلال السلام ويقدره له ويشكره عليه.. وهو على كل حال، ثناء مستحق، يغبطه عليه المخلصون، ويحرق الحسد منه قلوب الأنذال الحاقدين.
بل يكفي سموه الكريم، تلك الصفعة القوية المدوية التي وجهها للعملاء الأنذال، الذين كانوا يدَّعون أنه يظهر خلاف ما يبطن، إذ يطبِّع تحت الطاولة مع الكيان الصهيوني، ليكتشف العالم أن سموه الكريم جعل كثيرين ممن كانوا أشد بغضاً للأشقاء الفلسطينيين وتحاملاً وكرهاً، حتى من اليهود أنفسهم، يطبِّعون اليوم مع فلسطين ويناصرونها بكل السبل.
وهكذا ستظل أفعال قادتنا الكرام على الدوام، أبلغ من جعجعة كل القومجية التي لم نرَ لها يوماً عبر هذا التاريخ الطويل طحيناً يشبع حتى جوعهم هم، ناهيكم عن إحلال السلام في المنطقة والعالم.
فاللهم وفِّق قادتنا واحفظهم، واجزهم عنَّا خيراً، ولا تغير علينا.