صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
مقالات

  ابلغ من الكلام …

 الصمت… ذلك الحضور الخفي الذي يكشف عن عمق الإنسان أكثر مما تفعل الكلماتفالصمت ليس غيابًا للكلام،بل حضورًا للعقل، واتزانًا للقلب، وهيبةً للروحولهذا قالوا: “الصمت… لغة لا يتقنها إلا الأقوياء”؛  لأن القوة الحقيقيةليست في رفع الصوت، بل في القدرة على السكوت  حين يكون القول ضعفًا أو انفعالًا …

فصمتك عند الفوز  ثقة… لأن العظماء لا يحتاجون إلى ضجيج ليثبتوا مكانتهم.

وصمتك عند الغضب قوة… لأن من يملك نفسه في لحظة الانفعال يملك الموقف كله.

وصمتك عند الإساءة حكمة… لان عدم الرد .. رد وبعض الردود تجرح كرامتك أكثر مما تشفيك.

وصمتك عند الاستفزاز انتصار… لأنك ترتفع فوق ما يُراد لك أن تنجرف إليه.

وصمتك عند السخرية رفعة… فأنت أسمى من النزول إلى مستوى لا يشبه قامتك.

وصمتك عند الحاجة هو عزّة نفس… فبعض الطلبات تنقصك أكثر مما تمنحك.

وصمتك عند الحزن  صبر وتوكّل… حين تضع دمعتك بين يدي الله لا بين أيدي الخلق.

وصمتك عند نصيحة الآخرين  أدب… فالإصغاء فضيلة لا يجيدها إلا الراقيون.

وقد قيل: “أنت سيّد ما تُخفي… وأسير ما تُبدي”

فما تصونه في صدرك ملكٌ لك، وما تنطقه يصبح رهنًا لأفواه الآخرين.

وقال الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه:

“ندمتُ على الكلام مرّات، وما ندمتُ على الصمت مرّة.” لأن الصمت يحفظ هيبتك، بينما قد تهدم كلمة واحدة مابنيته في سنوات…

ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى بقوله:

“كفى بالمرء إثمًا أن يُحدّث بكل ما سمع.

فليس كل ما يُسمع يصلح للقول، ولا كل ما يُقال يزيد المرء قيمة وهكذا… يبقى الصمت لغة الأقوياء، وسرّ الحكماء،ورفعة النفوس الكبيرة؛

قوة لا تُضاهى، وحكمة لا تضلّ، ووعي يجعل الإنسان أكبر من الانفعال، وأعمق من الكلام ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى