صحيفة سعودية تأسست في بريطانيا العام 2011
بريد الصحيفة - Muf2014s@gmail.com
مقالات

قصة العام

مع كل صفحة من العام، نتكشف ما صقل وعينا. 

‎ تمر بنا السنوات كصفحات سريعة في كتاب الحياة، تحمل أحداثًا تُعلّمنا أكثر مما نتوقع. سنة رسمت على أرواحنا دروساً صقلت وعينا، وجعلتنا ندرك أن القوة الحقيقية لا تُقاس بما نملك، بل بما نحتفظ به من سلام داخلي بعد كل اختبار..

‎في ختام هذا العام، تعلّمنا عدة دروس 

شكلت وعينا من جديد:

‎تعلّمنا ألّا نمنح الثقة المطلقة، فكما قال فرانكلين روزفلت: «الثقة تُبنى بسنوات، وتُهدم في لحظة.» الثقة حين تُمنح بلا وعي قد تتحوّل من نعمة إلى عبء ثقيل على القلب. كما تعلّمنا ألّا نرفع سقف توقعاتنا، لأن «الخيبة تبدأ حيث تُعلّق الآمال على ما لا يستحقها.» 

‎تعلّمنا أن نضع حدودًا صحية في تعاملاتنا، فحدودنا هي درعنا الذي يحمي سلامنا النفسي ويُبقي علاقاتنا نقية. وكما قال ديل كارنيجي: «من يملك القدرة على قول لا، يمتلك القدرة على الحفاظ على ذاته.» تعلمنا أن نحفظ مساحتنا الآمنة، وأن نختار من يستحق حضورنا، فليس كل قريب جديرًا بالبقاء. فالنضج ليس قسوة، بل وعي يُحسن الاختيار ويُدير المشاعر بحكمة، كما قال أرسطو: «الحكمة تبدأ بالدهشة.»

‎ تعلّمنا أن ننهض من أطلالنا مهما اشتدّ التعب، لأن «الانكسار ليس نهاية الطريق، بل بداية فهم الذات.» وكما قال وينستون تشرشل: «النجاح ليس نهائيًا، والفشل ليس قاتلًا، المهم هو الجرأة على الاستمرار.» تذكّرنا أن الوقت لم يفت، فكل سقوط يحمل فرصة لنهوضٍ أكثر ثباتًا، كما قال كونفوشيوس: «لا يهم مدى بطء تقدمك، طالما أنك لا تتوقف.»

‎وهكذا نودع عام  بقلوب أكثر وعيًا، لا نحمل معنا الخسارات بل حكمتها، ولا نأسف على ما مضى بقدر ما نثق بما هو آتٍ. نمضي أخفّ، أقوى، وأكثر تصالحًا مع أنفسنا، مؤمنين أن القادم يحمل لنا ما يليق بنضجنا، وأن الله لا يخذل قلبًا تعلّم، وصبر، ونهض من جديد. وكما قال مارك توين: «في العيش، لا تندم على شيء؛ فكل تجربة تُعلّمك شيئًا.»

‎وبكل ما تعلّمناه، نستطيع أن نحوّل كل عثرة قابَلناها إلى سلم نرتقي به، ونحقق إنجازاتنا رغم كل الصعاب، لأن الإرادة الواعية والقلب الصامد قادران على تحويل كل تجربة إلى قوة تدفعنا للأمام …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى