الشاعر الدكتور عبدالإله جدع: قامة أدبية ورفيقة درب
كتب/ محمد إدريس
الشاعر الدكتور عبدالإله جدع يُعتبر رمزًا أدبيًا نادرًا يجمع بين الحرف والإحساس في تناغم مميز. عرفته عن قرب منذ سنوات عديدة، وتوطدت معرفتي به من خلال دوره البارز في المشهد الثقافي بجدة، إذ شغل منصب نائب رئيس مجلس النادي الأدبي تحت إدارة الأستاذ عبدالله السلمي، حيث ساهم في إدارة هذا الصرح الأدبي بحنكة وبراعة.
الدكتور عبدالإله جدع ليس فقط شاعراً ينقل بأبياته أعمق مشاعر الناس، بل هو أيضاً كاتب ذو بصمة مميزة في صحيفة المدينة. مقالاته، التي كانت تتسم بالشمولية والتنوع، جذبت انتباه كل من تابع الصحيفة، إذ استطاع من خلالها أن يقدم أفكارًا عميقة وتحليلات مستنيرة.
إلى جانب إسهاماته في الصحافة، كتب الدكتور عبدالإله جدع دواوين شعرية وأبريتيات تخص مهرجانات جدة التاريخية في فترات سابقة، ما أضاف بعدًا تاريخيًا وثقافيًا مميزًا لمسيرته الأدبية.
وعلى صعيد عمله المهني، شغل الدكتور عبدالإله جدع منصب مدير عام الممتلكات والتنمية التجارية الأسبق بهيئة الطيران المدني، ثم انتقل ليشغل وظيفة مدير عام العلاقات العامة والإعلام الأسبق في الهيئة، بالإضافة إلى رئاسته لهيئة تحرير مجلة الطيران المدني في حينها.
ورغم إنجازاته الأدبية والإدارية، يظل الدكتور عبدالإله جدع مثالاً للوفاء والصداقة. كلما طلبت منه أن يكتب بشكل حصري لصحيفة “مفاكرة”، كان يلبي الدعوة بكل تقدير وسرور، وهذا يعكس روح الكرم والمحبة التي يتمتع بها.
عندما أصف الدكتور عبدالإله جدع، كأنني أتحدث عن شخصية استثنائية تتقن الجمع بين الحس المرهف في الشعر والعلم الواسع في الإدارة. خبراته الإدارية لم تُضف له فقط بعدًا إضافيًا، بل زادت من ثرائه الأدبي، مما يجعله نموذجًا يُحتذى به.
إن الدكتور عبدالإله جدع هو بلا شك شخصية تستحق التكريم والإشادة في كل المحافل، فإسهاماته الأدبية وإدارته الحكيمة تجعل منه رفيقًا عزيزًا وأحد أعظم أصدقائي. دمت بخير وعطاء مستمر، يا أعز الأصدقاء.