هل المرأة ثرثارة؟!
بقلم د.عبدالإله جدع
ثمةاختلافات عديدة بين المرأة والرجل في أسلوب التفكير والطباع ولغة المشاعر،وسوف أتطرق في مقالي هذا إلى الفوارق بينهما عند الحديث والتعبير فثمة دراسة تذكر بأن متوسط وقت المكالمة الهاتفية التي تجريها المرأة تقدر في المتوسط بحوالي 18 دقيقة بينما متوسط وقت المكالمة عند الرجل لا يتعدى الثلاث دقائق، كما تؤكد دراسة أن المرأة تستخدم الهاتف أكثر من الرجل و تستغرق وقتاً أطول في الحديث الذي يُشكّل لها وسيلة للتواصل وبناء علاقات جيدة مع الآخرين فضلا عن أنه الطريقة المميّزة والناجحة التي تستطيع من خلالها التخلّص من المشاكل والضغوط فهي تُفرغ شحنات إنفعالاتها وتتهيأ للتفكير من خلال الكلام، وقد أظهرت الدراسات أيضاِ أنّها أكثر أفراد الأسرة استخداماً للهاتف، كما تكشف دراسة فرنسيه قام بها عدد من المختصين في علم الاجتماع أن عدد الكلمات التي تنطق بها المرأة في اليوم الواحد يصل الى ثلاثة اضعاف ما ينطق به الرجل فهي تصل الى عشرين ألف كلمة يومياً في حين لايتعدّى عدد الكلمات التي ينطقها الرجل أكثر من 7000
✅فيا تُرى ما سبب ذلك؟! إن الأمر يعود الى طبيعة المرأة التي تميل الى سرد التفاصيل بدقّة بينما توصف عبارات الرجل بأنها أكثر قصرا وتحديدا. فالرجل غالبا ما يطرح مقدمة بسيطة و نقاطاً واضحة ثم يصل الى الخلاصة في حين تتجه المرأة للشرح و التفصيل ، وقد اظهرت دراسه علمية في جامعة شفيلدهالام البريطانية Sheffield Hallam University,
ان المراة تكتب اكثر من الرجل عند استخدام الرسائل النصية sms.
وبسرعة فائقة بخلاف الرجل الذي يميل إلى كتابة الرسائل القصيرة وان معدّل عدد الحروف التي تستخدمها المرأة في كتابة رسالة يصل إلى 90 حرفاً في حين يصل عددها عند الرجل إلى ٤٠، كما رأى بعض علماء النفس في جامعة هاردفارد الأميركية؛ أن الجينات الوراثية تؤثر بنسبة 40 % في المرأة التي تحب الثرثرة، غير أن المرأة في العموم وبكل أمانة تتمتع بقدرة فائقة في استخدام الرموز التعبيرية المختصرة كالوجوه الباسمة والعابسةوغيرها من الرسوم للتعبير عن المشاعر،كما أكدت دراسة أجريت في معهد في لندن
, the Institute of Psychiatry, psychology
أن منطقة الكلام عند المرأة هي المنطقة الامامية من الشق الايسر للمخ بالاضافة الى منطقة أخرى أصغر منها تقع في الشق الأيمن. مما يعني انها تملك مصدرين في المخ للكلام
مما يجعلها اكثر براعة
في الحديث و اكثر طلاقة وأكثر سرعة، وهو التعبير الأكثر لياقة وأبلغ وصفاً لحالها مع الكلام عوضا عن اتهامها بالثرثرة، فالمرأة متحدثة جيدة وهي تستمتع بالحديث وتكثر منه وتجيده ليس للتعبير عن مكنونات نفسها فحسب ولكن لفهم من تتحدث معه وللتخفيف من ضغوطها و هي عندما تتحدث إنما ترغب في مشاركة الاخرين لأفكارها وبناء علاقات جيدة وتكوين صداقات. ولا تهدف من الكلام في الغالب الوصول إلى حل لمشكلة.وهذا يفسر لنا كيف يمكنها أن تقضي ساعات مع صديقة لها في مقهى أو مطعم ثم تتصل بها لاحقا بعد وصولها البيت لإكمال الحديث، كما يفسر لنا أيضا كيف تستخدم المرأة عبارة “لن أكلمك مرة ثانية” كتهديد قاسٍ للرجل الذي يتعامل معها بقسوة وغلاظة في حين أن هذه العقوبة الصامطة هي فرصة للرجل يحصل من خلالها على قدر من السلام والهدوء والسكينة لأن الإحجام عن الكلام والصمت هو بمثابة فرصة للتفكير واستجماع للحواس عنده فهو لايحتاج إلى الكلام إلا لإيصال معلومة أو حقيقة للآخرين، فالكلام واللغات في العموم ليست مهارات عنده حسب الصور التي أظهرها الرنين المغناطيسي لدراسة تكوين المخ عنده إذ هي لا تحتل الا موقعاً محددا في الشق الايسر وهو مركز الكلام وهذا يفسر بصورة أخرى قصور الرجل أحيانا في استخدام المفردات والسرعة في الحديث مقارنة بالمرأة التي أظهرت دراسة مخها أنها تتمتع بتدفق للمعلومات بين شقي المخ عندها إلى جانب مراكز الكلام الأكثر مساحة في مخها مقارنة بالرجل الأمر الذي يجعلها أكثر طلاقة في الحديث وتنوعه وفي موضوعات متفرقة مثل الذي يلعب بأكثر من كرة يتقاذفها بيده بل وتشترك مع الآخريات اللاتي يفعلن الشيء نفسه دون أن تتساقط الكرات من أيديهن،
✅وتلك القدرة لدى المرأة لايستطيع الرجل مجاراتها فيها، لأن عقله أحادي الاتجاه والتفكير ولا يتعامل الا مع موضوع واحد يكمله ثم يتجه للآخر على عكس المرأة التي تتيح لها الروابط أو الموصلات العصبيةبين شقى المخ وهي الأكثر عددا وسمكا من الرجل تتيح لها التعامل مع أكثر من موضوع في الوقت نفسه دون ارتباك، ولقد فصّلت تلك الفوارق في كتابي “خلاف أم اختلاف، لأن العلاقة كقطعة البازل”
ولذلك يصاب الرجل بكثير من الارتباك والإحباط حينما تتناقش معه المرأة في موضوعات مختلفة وتواجهه بحقائق وتواريخ ووقائع قديمة وجديدة فيرتبك وينسحب من النقاش والحوار، فتشتاط هي غضباً،، وذلك موضوع ربما يحتاج لمقال
من شعري:
هُنّ الجواهر إن أردت بريقها
امْسح عليها كُنْ بهن رفيقا