ترامب من جديد: “خفضوا أسعار النفط.. أنا أراقب!”
تصعيد لغوي وسط نار تحت الرماد.. فهل تُنقذ الحفارات الأسواق من انفجار الأسعار؟
في لحظةٍ تتقاطع فيها السياسة بالنفط، وبينما يتأرجح العالم على شفا أزمة إقليمية بعد الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت إيرانية، خرج الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بلغة لا تخلو من نبرة الأمر:
“خفضوا أسعار النفط.. فأنا أراقب الوضع!”
“إلى وزارة الطاقة: ابدأوا الحفر، أعني الآن!”
بهذا التوجيه المباشر، أعاد ترامب استدعاء شعاره القديم “DRILL, BABY, DRILL”، معلنًا حالة طوارئ اقتصادية غير معلنة، في وقتٍ تبدو فيه الأسواق أقرب إلى الذعر منها إلى الاستقرار.
ماذا يحدث في السوق العالمية؟
في أعقاب الهجمات على منشآت إيرانية، ارتفعت أسعار النفط إلى قرابة 81 دولارًا لبرميل برنت، وسط تخوّف من رد إيراني قد يُغلق مضيق هرمز – الشريان الذي يمر عبره أكثر من 20٪ من صادرات النفط العالمية.
تحذيرات المحللين جاءت صارخة، حيث ألمح بنك Goldman Sachs إلى احتمال تخطي سعر البرميل 100 دولار في حال تصاعد الصراع أو تعطلت إمدادات الخليج العربي.
هل يستطيع الحفر الأميركي تهدئة السوق؟
من الناحية النظرية، يملك قطاع الطاقة الأميركي ما يكفي من البنية التحتية لزيادة الإنتاج عبر الحقول الصخرية، لكنّ الواقع أكثر تعقيدًا:
- شركات النفط الأميركية الكبرى لم تُبدِ اندفاعًا لتوسيع الإنتاج بسبب تكاليف الاستثمار المرتفعة والضبابية السياسية.
- سياسة بايدن المناخية فرضت قيودًا على التراخيص والتوسع في بعض المواقع الحساسة بيئيًا.
- حتى الحلفاء داخل السوق – مثل أوبك بلس – لا يظهرون مرونة لتغيير سياسات خفض الإنتاج بسهولة، خشية انهيار السوق كما حدث عام 2020.
ترامب.. من النفط إلى الناخب
تصريحات ترامب ليست فقط استجابة لحالة اقتصادية طارئة، بل هي رسالة انتخابية مبكرة. فمع اقتراب انتخابات 2026، يحاول ترامب أن يُقدّم نفسه كمنقذ الاقتصاد الأميركي، القادر على خفض الأسعار، وإنعاش الاكتفاء الذاتي، وتأمين الوقود الرخيص للأميركيين.
لكن هذا الطموح يصطدم بجدران الواقع:
- أميركا لم تعد وحدها المتحكم في السوق.
- الطلب العالمي هشّ، والتوترات الجيوسياسية تعلو على قواعد العرض والطلب.
- التحولات نحو الطاقة النظيفة باتت تضغط على قرارات المستثمرين، وتُعيد رسم خريطة الطاقة.
ما القادم؟
إذا استمرت التهديدات الإيرانية، أو استُهدفت الناقلات في الخليج، فلن تنفع التصريحات وحدها في تهدئة الأسعار. أما إذا تجاوبت السوق مع ضغوط ترامب، فإن أميركا ستدخل مجددًا عصر “الطفرة النفطية”، لكن هذه المرة وسط عالم أكثر تشابكًا وأقل يقينًا