تصاعد الضغوط على الأسواق الخليجية والعربية.. قرارات ترامب التجارية تُعيد القلق إلى الواجهة
الرياض – القاهرة – بدأت البورصات الخليجية والعربية الأسبوع على وقع تراجعات حادة، مع تكبّد السوق السعودية وحدها خسائر سوقية تُقدّر بنحو نصف تريليون ريال، فيما افتتحت البورصة المصرية على هبوط قوي دفع مؤشرها الثلاثيني للتراجع بأكثر من 3.7%.
ويُعزى هذا التراجع إلى مزيج من العوامل المحلية والعالمية، إلا أن القرارات الأخيرة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بإعادة طرح سياسة الحمائية التجارية وفرض رسوم جمركية على واردات عدد من الدول، أثارت مخاوف المستثمرين من تبعات سلاسل إمداد أضحت هشّة بالفعل، وتوترات قد تعيد العالم إلى أجواء الحرب التجارية التي طغت على الأسواق قبل سنوات.
وكان سهم أرامكو السعودية أحد أبرز الخاسرين في جلسة اليوم، بعدما فقد نحو 340 مليار ريال من قيمته السوقية، وهو ما ضغط بشدة على المؤشر العام للسوق، وسط تراجع جماعي في معظم القطاعات.
وفي القاهرة، انعكست حالة القلق العالمية على أداء البورصة المصرية، التي افتتحت تداولات اليوم بهبوط ملحوظ للمؤشر الرئيسي EGX30، الذي تراجع إلى 30,515 نقطة، وسط عمليات بيع مكثفة وموجة خروج سيولة من السوق.
ويرى محللون أن الأسواق الإقليمية باتت أكثر عرضة للتقلبات العالمية، خاصة في ظل ارتباطها الوثيق بالاقتصاد الأميركي، سواء عبر أسعار النفط أو حركة رؤوس الأموال، مؤكدين أن أي تصعيد في السياسات التجارية الأميركية من شأنه أن يُلقي بظلاله على الأسواق الناشئة، ويضع المستثمرين أمام موجة جديدة من التقييم والمخاطرة.
في المقابل، يترقب المستثمرون ما إذا كانت البنوك المركزية أو الجهات التنظيمية ستتدخل لاحتواء التراجعات، أو ما إذا كانت الأسواق قادرة على امتصاص الصدمة تدريجيًا مع توفّر رؤية أوضح لمسار الاقتصاد العالمي في ظل المتغيرات الحالية