لغةٌ القلب… لا تحتاج إلى ترجمة
في زحام الحياة .. حيث تتقاطع الأصوات وتزدحم الوجوه .. يبقى القلب في رحلة بحثه عن الصدى الذي يشبهه .. عن ذلك الوجه الذي يقرأه بلا حروف .. وعن الروح التي تفهم ذبذباته دون أن يشرح .. فالكلمات مهما ازدانت، تظل قاصرة عن حمل بعض المشاعر، لأن هناك أحاسيس خُلقت لتُشعَر لا لتُقال، لتبقى في القلب عميقة… عصيّة على الترجمة…
وقد قيل: “من وجد قلبًا يفهمه، فقد وجد وطنًا يسكنه.”
وكما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم:
“إن الأرواح جنود مجندة، فما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف.”
ومع هذا الشخص، لا تحتاج أن تزيّن كلماتك ولا أن ترتب أفكارك .. فهو يقرأ الفوضى التي في قلبك كما يقرأ كتابًا يحفظ فصوله عن ظهر قلب. يدرك أن صمتك ليس جفاءً، وأن كلماتك حين تتقطع إنما تحمل ما يفوق طاقة البوح…
وكما يقال..“إن من تشعر به… يشعر بك، لغة الأرواح لا تخطئ.”
وكما كتب جبران خليل جبران: “الأرواح التي تلتقي دون موعد، هي التي تعرّفت إلى بعضها قبل أن تُخلق الأجساد.”
وهكذا، ندرك أن السعادة لا تكمن في كثرة من حولنا، بل في صدق من يفهمنا، ولا في تعدد اللغات التي نتقنها، بل في عثورنا على لغةٍ واحدة… لغة الأرواح التي لا تُترجم. حينها يبدأ الهدوء يسكننا .. ويعم السلام قلوبنا ..
