.
متى يزهر القلب ..؟
في زوايا القلب أسرار لا تنكشف إلا لمن يصغي حقًا، وفي أعماقه حدائق لا تُزهر إلا حين يأتيها المطر الصادق. فالقلب ليس مجرد موطن للمشاعر، بل عالم واسع من النور، يذبل بالإهمال ويزهر بالرعاية والحب
يزهر القلب حين لا نخذله، حين نصون نقاءه ونحفظ وعوده الصغيرة. ويزهر حين نجد الحب داخله أولًا؛ عندما نحب أنفسنا ونتقبلها كما هي، بضعفها وقوتها، بنقصها وكمالها. فكما قال أوسكار وايلد: “أن تحب نفسك هو بداية قصة حب تدوم مدى الحياة.”
ويزهر أكثر مع من يرويه ويحافظ عليه، مع من يسكنه بصدق ويترفق به. ويزداد ازدهاره حين يجد من يكون له لا عليه، من يحتويه ويسانده بدل أن يثقل كاهله بالخذلان. وكما قال طاغور: “أعطِ مما تملك، فمن يعطي القليل بقلب كبير إنما يعطي كثيرًا.”
القلب يزهر بالعطاء، حين يكون ملاذًا رحيمًا لا ساحة حرب، وتضيئه الكلمة الطيبة والابتسامة الصادقة. وقد لخّص المتنبي جوهر ذلك بقوله:
إذا غامرتَ في شرفٍ مرومِ … فلا تقنعْ بمـا دونَ النجومِ
فالقلب المزهر لا يرضى بالقليل، ولا يسمح للخيبات أن تطفئ نوره.
القلب حديقة متفرّدة .. إمّا أن نهملها فتعصف بها الرياح، أو نرعاها فتزهر وتثمر فينا حياةً أرقى وأجمل. وكما قال محمود درويش:
على هذه الأرض ما يستحق الحياة …
وعلى هذه القلوب أيضًا، ما يستحق أن يزهر فيها ويمنحها الأمل والدفء ..
